وما عاقبهم بها, فهذا هو الظَّهر. إنَّما هو حديث حدَّثك به عن قوم, فهو فى الظَّاهر خبر.
وأمَّا الباطن منه, فإنَّه صيَّر ذلك الخبر عظًة لك, وتحذيرًا وتنبيهًا أن تفعل فعلهم, فيحل بك ما حل بهم من عقوبته, ألا ترى أنه لما أخبرك عن قوم "لوط" وفعلهم, وما أنزل بهم إن فى ذلك ما يبيِّن (١٧٢) أنَّ من صنع ذلك عوقب بمثل عقوبتهم.
وهذا كرجل قال لك: إنَّ السُّلطان أتى بقوم قتلوا, فقتلهم, وآخرين شربوا الخمر فجلدهم, وآخرين سرقوا, فقطعهم.
فهذا فى الظاهر إنما هو حديث حدثك به. وفى الباطن أنه قد وعظك بذلك, وأخبرك أنه يفعل ذلك بمن أذنب تلك الذُّنوب.
فهذا هو البطن على ما يقال, والله أعلم.