سُورَةُ الِانْشِقَاقِ.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
قَالَ تَعَالَى: (إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)) .جَوَابُ «إِذَا» فِيهِ أَقْوَالٌ:
أَحَدُهَا: (أَذِنَتْ)
الِانْشِقَاقِ: 2 وَالْوَاوُ زَائِدَةٌ.
وَالثَّانِي: هُوَ مَحْذُوفٌ، تَقْدِيرُهُ: يُقَالُ: (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ) الِانْشِقَاقِ: 6 .
وَقِيلَ: التَّقْدِيرُ: بُعِثْتُمْ أَوْ جُوزِيتُمْ، وَنَحْوَ ذَلِكَ مِمَّا دَلَّتْ عَلَيْهِ السُورَةُ.
وَالثَّالِثُ: أَنَّ «إِذَا» مُبْتَدَأٌ، (وَإِذَا الْأَرْضُ) الِانْشِقَاقِ: 3 خَبَرُهُ، وَالْوَاوُ زَائِدَةٌ، حُكِيَ عَنِ الْأَخْفَشِ.
وَالرَّابِعُ: أَنَّهَا لَا جَوَابَ لَهَا، وَالتَّقْدِيرُ: اذْكُرْ إِذَا السَّمَاءُ.
قَالَ تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (6)) .وَالْهَاءُ فِي «مُلَاقِيهِ» ضَمِيرُ رَبِّكَ. وَقِيلَ: هُوَ ضَمِيرُ الْكَدْحِ؛ أَيْ مُلَاقِي جَزَائِهِ.
قَالَ تَعَالَى: (وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا (9) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (11)) .وَ (مَسْرُورًا) : حَالٌ. وَ (ثُبُورًا) : مِثْلُ الَّتِي فِي الْفُرْقَانِ.
قَالَ تَعَالَى: (وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ (17)) .(وَمَا وَسَقَ) : «مَا» بِمَعْنَى الَّذِي، أَوْ نَكِرَةٌ مَوْصُوفَةٌ، أَوْ مَصْدَرِيَّةٌ.
قَالَ تَعَالَى: (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ (19) فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (20)) .قَوْلُهُ تَعَالَى: (لَتَرْكَبُنَّ) : عَلَى خِطَابِ الْجَمَاعَةِ.