ويتضح من هذا المثال كيف استفاد الحسين من القرآن كمصدر للتَّفسير حيث إنه استخدم علم الوجوه والنظائر في بيان معنى الهداية في القرآن.
فالوجه الأول: الهداية بمعنى البيان، وقد ذكر من النظائر القرآنية ثلاث آيات جاء فيها معنى الهداية بالبيان.
والوجه الثاني: الهداية بمعنى التوفيق، وذكر من النظائر القرآنية آيتين.
٣ - جمع الموضوع القرآني
وذلك في قوله تعالى: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا} النساء: ٣١
قال الحسين بن الفضل في تفسير الكبيرة، هي: (ما سمَّاه الله في القرآن كبيراً أو عظيماً نحو قوله {إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا} النساء: ٢ {إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا} الإسراء: ٣١
{إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} لقمان: ١٣ {إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ} يوسف: ٢٨ {سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} النور: ١٦ {إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا} الأحزاب: ٥٣
فكأن الحسين ـ رحمه الله ـ هنا حصر معنى الكبيرة في كل ما سُمِّي في القرآن كبيرٌ أو عظيم.
٤ - الاستشهاد لتفسيرٍ من التفاسير:
ذكره في مثالين:
أ - (وقد روى عن الحسن وجعفر الصادق التشديد، وهو قول الحسين بن الفضل من أمَّ إذا قصد أي نحن قاصدون نحوك، ومنه قوله تعالى {وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ} المائدة: ٤٢ فاستشهد بالقرآن على معنى آمين، واعتمد في ذلك على بيان المعنى اللغوي.
ب - في قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (٣٠)} البقرة: ٣٠.