مقدمة

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

﴿ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ﴾ [آل عمران: ١٠٢]

﴿ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً ﴾ [الأحزاب: ٧٠ - ٧١]

أما بعد:

يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت.

هذا الكتاب السادس (صفحات من التاريخ الإسلامي) يتحدث عن الدولة العثمانية "عوامل النهوض وأسباب السقوط"، فيعطي صورة واضحة عن أصول الأتراك، ومتى دخلوا في الإسلام، ومن أعانهم المجيدة عبر التاريخ، ويستدل من بطون المصادر والمراجع بعض المآثر المجيدة لدولة تركية عظيمة ها القرآن الكريم، وساهمت في رفع الحضارة الإسلامية، ونصرت سفه أهل السنة في المشرق والمغرب.

السلطنة بعنجوان، وأقامت نظام الملك وملوكشاه، وتحدث هذا الكتاب عن جهادهم ودعوتهم وجهودهم في العلم والعدل، ويبين من الأتراك الذين قاموا بعد الدولة السلجوقية أمجادهم.

والدولة العثمانية من حديثي عنها حديثاً مشوقاً، كيف قامت؟ وما أسباب قوتها ونهضتها، وكيف قامت دولة عظيمة امتدت على أوربا وآسيا وأفريقيا، وأورثت العزة لأهلها، ومجدت حجابها، ونصرت الفقراء، وبسطت صفائحها، والمنهج الذي ساروا عليه، وكيف تعاملوا مع شرع الله في بناء الدولة، فكانت التاريخ سنة الله في الأسباب وسنة الله في النتائج.

وكيف بسطوا الأمن على البقاع التي دانت لهم؟ وكيف حقق القادة الأوائل شروط السلطان، وكيفية أخذهم بأسباب الدنيا والتمكين؟ وما المراحل التي مروا بها؟ وكيف كان فتح القسطنطينية، الحلم الكبير لرسول الله ﷺ؟

ثم ما هي أسباب الضعف التي شارك فيها العلماء والمفتون والجنود والقادة على مر العصور، ورك الركود وتوالي الأزمان؟