ويبين للتاريخ الكريم أن النهوض العثماني كان شاملاً في كافة المجالات العلمية، والسياسية والاقتصادية والإعلامية والحربية، وأن للتمكين صفات لا بد من توافرها في القادة، والأمة، ونفقدها يفقد التمكين.

ويعرض للتاريخ حقيقة الدولة العثمانية، والأسس التي قامت عليها، والأعمال الجليلة التي قامت بها للأمة؛ كحماية الأماكن المقدسة الإسلامية من مخططات الصليبية، والبرتغالية، ومناصرة أهل الشمال الإفريقي ضد الحملات الصليبية الإسبانية والبرتغالية، ونصرتهم وحدة طبيعية بين الولايات العربية، وإبعاد الحقد الاستعماري عن ديار الشام ومصر، وحضورها في الأراضي الإسلامية، ومنع انتشار المذهب الشيعي الصفوي، ومنع التبشير النصراني الأوروبي إلى الولايات الإسلامية التابعة للدولة العثمانية، ومنع اليهود من استيطان فلسطين، ودورها في نشر الإسلام في أوربا. ويبحث هذا المبحث عن بعض مظاهر عظمة الخلافة العثمانية، والتي كان لها الأثر في إضعاف الحكم، كإهمال اللغة العربية التي هي لغة القرآن الكريم والحديث الشريف في آخر عهدها، وعدم الوعي الإسلامي الصحيح، وانحرافها عن شرع الله تعالى وتأثرها بالدعوات التغريبية.

ويتكلم عن حقيقة الصراع بين الحركة الوهابية والدولة العثمانية، وعن الدور المشبوه الذي قام به محمد علي لصالح بريطانيا وفرنسا، ولنهضته للشباب الإسلامي في مصر، والشام، والحجاز، وعن حركته التغريبية التي كانت خطوة نحو الانسلاخ عن المبادئ الإسلامية الأصيلة. ويتحدث عن عبد الحميد الثاني الذي كان خلف سياسات محمد علي في المدارس الإسلامية. ويوضح الكتاب أن محمد علي كان عميلاً وخائناً، وخبيراً مستصغراً من الغرب في تنفيذ مخططاتهم، ولذلك وقفوا معه في نهضته العلمية، والاقتصادية والعسكرية بعد أن أضعف الجانبين العقدي والإسلامي لديه، وبثوا أعوانه وجنوده، وكيف ترتب على دور محمد علي في المنطقة أنها ثبتت الدول الأوربية إلى حد ما، الضعف الذي أصاب عليه الدولة العثمانية، وبالتالي استعدادها لتقسيم أراضيها حسب تبعها الظروف السياسية.

ويتكلم عن السلطان محمود الثاني الذي رسم خطي الحضارة الغربية في حركته الإصلاحية، ويتحدث عن ابنه عبد المجيد الذي قلد السلطنة من بعده، والذي كان خاضعاً للغرب بزعم أنه وجد مجده وفلسفته في السوربون، وكيف ساهم هذا الوزير في مجلته التي تدور حول نقاط ثلاثة هي: ...