Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وفي نهاية الكتاب يهتم الباحث بإبراز أسباب السقوط من المنظور القرآني، ليبين للقارئ أن أسباب السقوط عديدة منها:
انحراف الأمة عن مفاهيم دينها؛ كعقيدة الولاء والبراء، ومفهوم العبادة، وانتشار مظاهر الشرك والبدع، وانحرافات وظهور الصوفية المنحرفة كفرقة منظمة في المجتمع الإسلامي تحمل عقائد وأفكاراً وعبادات بعيدة عن كتاب الله وسنة رسوله ﷺ. وينبه القارئ المسلم عن خطورة الفرق المنحرفة في إضعاف الأمة كالكفرقة الإثني عشرية الشيعية الصفوية، والدروز والنصيرية والإسماعيلية، والقاديانية، والبهائية، وغيرها من الفرق الضالة المنحرفة على الإسلام. ويتحدث الكتاب عن غياب القيادة الربانية حسب تعاليم الإسلام، وخصوصاً عندما يسيح علماء الأمة بعيداً عن أحكام الجهاد، والمجاهدين، ويستمرئون على الوظائف والرتب، وثبات دروس المطالب منهم، وكيف تصبح العبودية لله البنية في نهاية الدولة العثمانية بالجمود والتحجر؟
وكيف اهتم العلماء بالخضررات، والشروح، والحواشي، والتقريرات؟ وتناسوا، أو غاب روح الإسلام الحقيقية المستمدة من كتاب الله وسنة رسول الله ﷺ، ورفض كثير من العلماء فتح باب الاجتهاد، وأصبحت الدعوة تنفتح بابه نهضة كبيرة تصل إلى الروم بالباطل، وتصل عند المغلب والملبسين إلى حد الكفر، وتعرض الكتاب للظلم الذي انتشر في الدولة وما أصابها من الترف والانغماس في الشهوات وشدة الاختلاف والتفرقة وما ترتب على الابتعاد عن شرع الله من آثار خطيرة، كالضعف السياسي، والحربي، والاقتصادي، والعلمي، والأخلاقي، والاجتماعي، وكيف كانت الأمة تزداد فرقة على فرقة، والقضاء على مقاومتها، وكيف تفرقت الأمة وتغرقت في كبوتها نتيجة لفقدها لشروط التمكين، وابتعادها عن أسباب المادية والمعنوية وجعلها سبباً لسنة الله في فوضى الأمر وسقوطها، قال تعالى:
﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَـٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [الأعراف: 96]
إن هذا الجهد المتواضع قابل للنقد والتوجيه، وفي حقيقته محاولة جادة للمجتهد والتتبع والتفسير والتحليل للأحداث التاريخية التي وقعت في دوحة الدولة العثمانية، والتي تأثرت بحركة الصراع ومؤثراته العنيفة على المسلمين، بينها نتيجة للاختلاف في العقائد والمناهج والأهواء والملل، فإن كان خيراً فمن الله وحده، وإن أخطأت السبيل قال عنه ابن تيمية: "كفى بالمرء علماً أن يخشى الله". وإن الجمل مفتوح للعلماء، وأهل الولاء والتوجيه، ومضامين هذا الكتاب.