Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
ومن أسباب غيظ القلوب واختلافها، ووقوع الفتن: التَّشدُّد والتَّنطُّع والغلو في الدِّين. والتَّشدُّد في الدِّين مخالف لما أمر الله تعالى به من رَفْعِ الحَرَج واليُسْر والتَّخفيف، قال - عز وجل -: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ (٧٨)} الحج، {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ (١٨٥)} البقرة، {يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ (٢٨)} النّساء، {وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا (٦٢)} المؤمنون، {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا (٧)} الطلاق.
كما أنَّ التّشدّد مخالف لأمر النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بالتَّيسير وترك التَّنفير، قَال - صلى الله عليه وسلم -: "يَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا، وَبَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا" (١). فالدِّين يُسْر، قال - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ؛ فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبشِرُوا، وَاسْتَعِينُوا بِالغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنْ الدُّلْجَةِ" (٢)، وقال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أحبُّ الدِّين إلى الله الحنيفيَّة السَّمحة " (٣).
والتَّنطُّع في الدِّين هلكة، كما قَال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: " هَلَكَ المُتَنَطِّعُونَ " (٤) قالها
(١) البخاري "صحيح البخاري" (م ١/ج ١/ص ٢٥) كتاب العلم.
(٢) البخاري "صحيح البخاري" (م ١/ج ١/ص ١٥) كتاب الإيمان.
(٣) ذكره البخاري معلّقاً في كتاب الإيمان في "الصَّحيح" (م ١/ج ١/ص ١٥) ووصله في كتاب " الأدب المفرد " (ص ١٣٨/رقم ٢٨٧) ووصله أحمد في " المسند " (ج ٢/ص ٥٢٢/رقم ٢١٠٧) بإسناد حسن.
(٤) مسلم "صحيح مسلم بشرح النّووي" (م ٨/ج ١٦/ص ٢٢٠) كتاب العلم.