عامة (1)، وهو سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يوم القيامة (2)، وَأَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُ عَنْهُ الأَرْضُ وأول شافع ومشفع، وَأَوَّلُ مَنْ يَقْرَعُ بَابَ الْجَنَّةِ (3)، وهو أكثر الأنبياء عليهم السَّلامُ تبعاً، وأمته= قال النووي: هذه العبارة ناقصة أو باطلة، فإن شفاعته -صلى الله عليه وسلم- التي اختص بها ليست الشفاعة في مطلق أهل الكبائر، فإن لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في القيامة شفاعات خمساً. أولاهن: الشفاعة العظمى أهل في الفصل بين أهل الموقف حين يفزعرن إليه بعد الأنبياء، كما ثبت في الحديث الصحيح، حديث الشفاعة. والثانية: في جماعة، فيدخلون الجنة بغير حساب. والثالثة: في ناس استحقوا دخول النار فلا يدخلونها. والرابعة: في ناس دخلوا النار، فيخرجون. والخامسة: في رفع درجات ناس في الجنة، وقد أوضحت ذلك كلَّه في "كتاب الإِيمان" من أول "شرح صحيح مسلم" رحمه الله، والشفاعة المختصة به -صلى الله عليه وسلم-، هي الأُولى والثانية، ويجوز أن تكون الثالثة والخامسة أيضاً. والله أعلم. (1) قال الإِسنوي في مهماته هذا يتناول الجن فإن الناس يطلق عليهم أيضاً قاله الجوهري. قال في الخادم: هذه العبارة قد لا يشملها الجن ولا الملائكة ولا شك أنه -صلى الله عليه وسلم- مبعوث إلى الجن أيضاً وأما الملائكة فهل دخلوا في دعوته -صلى الله عليه وسلم-. قال الشيخ شهاب الدين الأنصاري هذه مسألة كانت وقعت بين فقهاء مصر مع رجل فاضل ورد من عندهم وقال إن الملائكة ما دخلت في دعوته -صلى الله عليه وسلم- وشنعوا عليه وعن ابن حزم أنه -صلى الله عليه وسلم- بعث إلى الجن والملائكة واستدلوا بقوله تعالى: {لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} والعالم كله موجود سوى الله تعالى وأما يأجوج ومأجوج فقد دخلوا في الناس فقد قال النووي في فتاويه هم من بني آدم من حواء عند جماهير العلماء وقيل إنهم من آدم لا من حواء فيكونون إخواننا لأب قال في الخادم وأما إبليس فإن كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعنه فقد بلغه وإلا فقد بلغ الجن الذين بلغهم. (2) قال صاحب المهمات مذهب أهل الستة أنه أفضل الخلق إنساً وجناً وملائكة. قال في الخادم وأما قوله في الحديث "ولا فخر" فليس المعنى ولا افتخر بذلك كما ظنه بعضهم، بل ولا فخر أكمل من هذا الفخر الذي أعطيته. واختلف في المعنى الذي لأجله قال -صلى الله عليه وسلم- ذلك. قال الزمخشري في فائقه: إنه قال بحضرة الجماعة من المنافقين ليغيظهم بذلك. وقيل: لأنها نعمة من الله منّ الله بها عليه وعلى أمته التابعين له فافتخر بما آتاه الله تعالى من فضله وإذا ثبت أنه -صلى الله عليه وسلم- أفضل من آدم وولده ثبت أنه أفضل من كل مخلوق لتفضيل جنس البشر عما سواه من المخلوقات. قوله: وهو سيد ولد آدم، هو في الصحيحين في حديث الشفاعة الطويل. وقوله: وأول من تنشق عنه الأرض، رواه مسلم من طريق عبد الله بن فروخ عن أبي هريرة، ورواه الشيخان من وجه آخر. وقوله: وأول شافع وأول مشفع، هو في الحديث الذي قبله عند مسلم. وقوله: وهو أكثر الأنبياء تبعاً، رواه مسلم أيضاً، وللدارقطني في الأفراد من حديث عمر مرفوعاً: إن الجنة حرمت على الأنبياء حتى أدخلها، وحرمت على الأمم حتى يدخلها أمتي. (3) قوله: وأول من يقرع باب الجنة، رواه مسلم من حديث أنس.