{أُعِدَّتْ}: في محل النصب على الحال من {النَّارَ} وقد معه مرادة، ومعنى أعدت للكافرين، أي: هيئت لهم، وجعلت عُدَّة لعذابهم. وقرى": (أُعْتِدَتْ) (1)، من العتاد بمعنى العُدّة، يقال: أَخَذَ للأمر عُدَّتَهُ وَعَتادَهُ، أي: أُهْبته وآلته. فإن قلت: ما منعك أن تجعل {أُعِدَّتْ} حالًا من ضمير النار، وهو قوله: {وَقُودُهَا}، وهو أقرب منها؟ قلت: منعني عدم العامل إنْ جعلتَ الوقود عينًا، لأن العين لا يعمل في الأحوال، والتفرقة بين الصلة والموصول بالخبر الذي هو {النَّاسُ} إن جعلتَ الوقود معنىً، فاعرفه. {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25)}: قوله عز وجل: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ} الجمهور على فتح الباء وكسر الراء على الأمر عطفًا على {فَاتَّقُوا} (2). وقرئ: (وبُشِّرَ) بضم الباء وفتح الراء (3) على الخبر مبنيًّا للمفعول عطفًا على أعدت (4).= وقتادة. انظر مختصر الشواذ/ 4/، وإعراب النحاس 1/ 150 - 151، والمحتسب 1/ 63، والمحرر الوجيز 1/ 145، وزاد المسير 1/ 51. (1) قرأها ابن مسعود رضي الله عنه، انظر مختصر الشواذ الموضع السابق، والكشاف 1/ 51، والبحر 1/ 109. (2) من الآية السابقة، وهذا وجه في إعراب جملة (وبشر) جوزه الزمخشري 1/ 51، ورده أبو حيان 1/ 110 والوجه الأول أن تكون معطوفة على ما قبلها عطف جملة ثواب المؤمنين على جملة عقاب الكافرين، لأنه لا يُشترط في عطف الجمل التوافق في المعنى، وهذا هو مذهب سيبويه، وانظر الدر المصون 1/ 208 - 209 بالإضافة إلى الكشاف والبحر. (3) نسبت في المصادر السابقة إلى زيد بن علي. (4) كذا في الكشاف 1/ 51، وقال أبو حيان 1/ 111: وهذا الإعراب لا يتأتى على قول من =