قوله عز وجل: {وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ} أبو علي: الضم في قوله: {وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ} ليس المراد به الضم المزيل للفرجة والخصاصة بين الشيئين، وإنما المراد به تجلده وضبطه نفسه، وتشدده عند انقلاب العصا حية، حتى لا يضطرب ولا يرهب، وكذلك قول الشاعر:
493 - اُشْدُدْ حَيَازِيمَكَ للموتِ
... فَإِنَّ الموتَ لَاقِيكَا (1)
ليس يريد به الشد الذي هو الربط والضم، وإنما يريد: تَأَهَّبْ له، واستعدَّ للقائه، حتى لا تهاب ولا تجزع لوقوعه، فيكون بحسب (2) الاستعداد له كمن قيل فيه: حبيب جاء على فاقة (3).
أبو عبيدة: جناحا الرجل يداه (4)، لأن يدي الشخص بمنزلة جناحي الطائر.
وقرئ: (من الرَّهَب) بفتحتين، وبفتح وسكون، وضم وسكون، وهذه قراءات الجمهور (5).
وقرئ: أيضًا بضمتين (6) وهي لغات بمعنى، وهو الخوف.