{وَلَا تَقُولُوا}: عطف على {فَتَبَيَّنُوا}. {لِمَنْ}: مَن تحتمل أن تكون موصولة وما بعدها صلتها، وأن تكون موصوفة وما بعدها صفتها، والراجع منها إليها المستكن في {أَلْقَى}. وقرئ: (السَّلَم) بفتح السين واللام من غير ألف بعدها، (والسلام) بفتحها وألف بعدها (1)، فالحذف بمعنى الانقياد والاستسلام، والإِثبات بمعنى التسليم الذي هو تحية أهل الإسلام، وقيل: هما بمعنى الانقياد والاستسلام (2). والجمهور على كسر الميم الواقعة قبل النون وهو من الإِيمان الذي هو ضد الكفر، وقرئ: (مؤمَنًا) بفتحها (3)، وهو من الأمان الذي هو ضد الخوف، أي: لا نُؤْمِنُكَ، فهو اسم المفعول من آمَنَهُ، تقول: أَمِنْتُ فأنا آمِنٌ، وآمنت غيري فأنا مُؤْمِنٌ وذاك مُؤْمَنٌ، من الأمن والأمان. و{تَبْتَغُونَ}: في محل النصب على الحال من الضمير في {وَلَا تَقُولُوا}، أي: ولا تقولوا مبتغين عرض الدنيا، أي: طالبين الغنيمة التي هي حُطام الدنيا على ما فسر (4)، والابتغاء: الطلب. وقوله: {كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ} (كنتم) كان واسمها، وخبرها: {كَذَلِكَ}، و {مِنْ} متعلقة بمعنى الاستقرار.(1) قرأ المدنيان، وابن عامر، وحمزة، وخلف: (السَّلَم) بغير ألف. وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم، والكسائي، ويعقوب: (السلام) بألف. انظر السبعة / 236/، والحجة 3/ 175 - 176، والمبسوط 180 - 181، والتذكرة 2/ 309، والنشر 2/ 251. (2) انظر جامع البيان 5/ 226. (3) رواية عن أبي جعفر كما في معاني النحاس 2/ 168 وإعرابه 1/ 446، وزاد ابن عطية 4/ 218 في نسبتها إلى أبي حمزة، واليماني. (4) كون (عرض الدنيا) بمعنى: الغنيمة، هو قول ابن عباس رضي الله عنهما. انظر جامع البيان 5/ 223، ومعاني النحاس 2/ 167 - 168، والكشاف 1/ 291.