متروك له وهو المبلغ المختار {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَه} 1.
وينبغي أن نعلم أن ذكر أسباب متعددة للآية ذات المضامين المتعددة لا يعني بالضرورة نزولها مجزأة، فقد تقع الأسباب ثم تنزل الآية لتعالجها كلها.
وكذلك يقال في الفصل القرآني ذي الموضوع الواحد الذي تذكر له أسباب، لكل آية منه سبب، فإن هذا لا يعني بالضرورة أيضًا نزوله مفرقًا.
8- عموم اللفظ وخصوص السبب:
لم يذكر المؤلف عن هذه القاعدة صريحًا، إلا أنه في الآية "7" من آل عمران التي فيها {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْه} أخرج حديثًا مرفوعًا رواه الإمام أحمد قال: هم الخوارج ثم قال: "وذكر الخوارج نبه به الحديث المذكور على من ضاهاهم في اتباع المتشابه وابتغاء تأويله فالآية شاملة لكل مبتدع سلك ذلك المسلك.
قال ابن حجر: المراد في قلوبهم زيغ كل مبتدع بدعة تخالف ما مضى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأول من بعض الآيات التأويل ما يشيد به بدعته".
وذكره لكلام ابن جرير يشير إلى قاعدة: "العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب"2.
كما أنه في الآية "204" من سورة البقرة {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} نقل عن الطبري من طريق أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن، قال: