أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْبُوبٍ ، ثَنَا أَبُو عِيسَى مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ سَوْرَةَ ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى مَرْدَوَيْهِ ، ح وَأَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُونُسَ ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَهْدِيٍّ ، ثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ، قالَ : ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، أَنْبَأَ كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ ، قَالَ : ظَهَرَ هَاهُنَا مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ قَالَ فِي الْقَدَرِ هَاهُنَا ، فَانْطَلَقْتُ أَنَا ، وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيُّ حَاجِّينَ أَوْ مُعْتَمِرِينَ ، فَقَالَ أَحُدُنَا لِصَاحِبِهِ لَوْ لَقِينَا بَعْضَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلْنَاهُ عَمَّا قَالَ هَؤُلاءِ فِي الْقَدَرِ ، قَالَ : فَلَقِيَنَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ وَهُوَ دَاخِلٌ الْمَسْجِدَ ، قَالَ : فَاكْتَنَفْنَاهُ أَحَدُنَا عَنْ يَمِينِهِ وَالآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ ، قَالَ : فَظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيَكِلُ الْكَلامَ إِلَيَّ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، إِنَّ نَاسًا ظَهَرُوا عِنْدَنَا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ وَيَتَقَفَّرُونَ الْعِلْمَ ، وَإِنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنْ لا قَدَرَ ، وَإِنَّمَا الأَمْرُ أُنُفٌ ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : فَإِذَا لَقِيتَ أُولَئِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنِّي مِنْهُمْ بَرِيءٌ وَأَنَّهُمْ مِنِّي بَرَاءٌ فَوَالَّذِي يَحْلِفُ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ لَوْ كَانَ لأَحَدِهِمْ مِثْلُ أُحُدٍ ذَهَبًا فَأَنْفَقَهُ مَا قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ ، ثُمَّ قَالَ : حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّهُمْ بَيْنَمَا هُمْ ذَاتَ يَوْمٍ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَجُلٌ قَدْ طَلَعَ عَلَيْهِمْ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ ، شَدِيدُ سَوَّادِ الشَّعْرِ لا يَعْرِفُونَ مَنْ هُوَ ، وَلا يَرَوْنَ عَلَيْهِ أَثَرَ سَفَرٍ ، فَجَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَسْنَدَ رُكْبَتَهُ إِلَى رُكْبَتِهِ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، فِي حَدِيثِ أَبِي عِيسَى ، أَخْبِرْنِي عَنِ الإِيمَانِ ، قَالَ : " أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ ، وَمَلائِكَتِهِ ، وَكُتُبِهِ ، وَرُسُلِهِ ، وَالْيَوْمِ الآخِرِ ، وَالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ " ، قَالَ : أَخْبِرْنِي عَنِ الإِسْلَامِ ، فَقَالَ : " الإِسْلامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، وَتُقِيمَ الصَّلاةَ " ، أَوْ قَالَ : " تُصَلِّيَ الْخَمْسَ ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ " ، قَالَ : صَدَقْتَ ، قَالَ : فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ ، قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَنِ الإِحْسَانِ ، قَالَ : " أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ " ، قَالَ : صَدَقْتَ ، قَالَ : فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ ، قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ ، قَالَ : " مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ " ، قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَاتِهَا ، يَعْنِي عَلامَاتِهَا ، قَالَ : " أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا أَوْ رَبَّهَا ، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رُعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ " ، قَالَ عُمَرُ : ثُمَّ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ ؟ " قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : " فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ " ، لَفْظُ حَدِيثِ أَحْمَدَ بْنِ مَهْدِيٍّ ، وَحَدِيثُ التِّرْمِذِيِّ نَحْوُ مَعْنَاهُ .