Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
ومما يدل على إمكان وقوع التناكح بين الإنس والجن قوله تعالى في حور الجنة: (لم يَطْمِثْهُنَّ إنسٌ قبلهم ولا جانٌّ) الرحمن: ٥٦ ، فدلت الآية على صلاحيتهن للإنس والجن على حد سواء.
لا شك أن الجن - ومنهم الشياطين - يموتون؛ إذ هم داخلون في قوله تعالى: (كلٌّ من عليها فانٍ - ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام - فَبِأَيِّ آلاء ربكما تكذبان) الرحمن: ٢٦-٢٨ .
وفي صحيح البخاري عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: (أعوذ بعزتك، الذي لا إله إلا أنت، الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون) (١) .
أما مقدار أعمارهم فلا نعلمها، إلا ما أخبرنا الله عن إبليس اللعين، أنه سيبقى حيّاً إلى أن تقوم الساعة: (قال أنظرني إلى يوم يبعثون - قال إنَّك من المنظرين) الأعراف: ١٤-١٥ .
أما غيره فلا ندري مقدار أعمارهم، إلا أنهم أطول أعماراً من الإنس.
ومما يدّل على أنهم يموتون أن خالد بن الوليد قتل شيطانة العزى، (الشجرة التي كانت تعبدها العرب) ، وأن صحابياً قتل الجني الذي تمثل بأفعى، كما سيأتي بيانه.
الجن يسكنون هذه الأرض التي نعيش فوقها، ويكثر تجمعهم في الخراب والفلوات، ومواضع النجاسات كالحمامات والحشوش والمزابل والمقابر، ولذلك - كما يقول ابن تيمية - يأوي إلى كثير من هذه الأماكن، التي هي مأوى الشياطين: الشيوخ الذين تقترن بهم الشياطين. وقد جاءت الأحاديث ناهية عن الصلاة في الحمام؛ لأجل ما فيها من نجاسة، ولأنها
(١) رواه مسلم في صحيحه: ٤/١٩٠٦. ورقمه: ٢٤٥١.