فإن قيل فيما بعد؛ فقد قلبت العرب الحرف للتخفيف، وذلك "قول بعضهم"١ ريا ورية في تخفيف رؤيا ورؤية "وهذا واضح، قيل: الفرق أنك لما صرت إلى لفظ رويا وروية"٢ ثم قلبت الواو "إلى٣ الياء" فصار٤ إلى ريا ورية، إنما٥ قلبت حرفا إلى آخر كأنه هو؛ ألا ترى إلى قوة شبه الواو بالياء، وبعدها عن الألف فكأنك لما قلبت مقيم على الحرف نفسه ولم تقلبه لأن الواو كأنها هي الياء نفسها وليست كذلك الألف لبعدها عنهما بالأحكام الكثيرة التي قد أحطنا بها علمًا. وهذا فرق. وما٦ يجري من كل واحد من الفريقين مجرى صاحبه كثير وفيما مضى من جملته كاف.

١ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "قولهم".
٢ سقط ما بين القوسين في ش.
٣ كذا في ش، وفي ط: "للياء" وسقط هذا في د، هـ، ز.
٤ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "فصارت".
٥ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "إنما" وهو محرف عن "فإنما".
٦ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "مما".