هَجَا رَسولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- والمسلمينَ (٩٤). وأنْشَدَه كَعْبُ بنُ زُهَيرٍ قَصِيدةَ:

* بَانَتْ سُعَادُ فَقَلْبِى الْيَومَ مَتْبُولُ *

فى المسجدِ (٩٥). وقالَ له عمُّه العبَّاسُ: يا رسولَ اللَّهِ، إنِّى أُريدُ أَنْ أمْتَدِحَكَ. فقال: "قُلْ، لَا يَفْضُضِ اللَّهُ فاكَ". فأنْشدَه:

مِنْ قَبْلِها طِبْتَ فِى الظِّلالِ وفى ... مُسْتَوْدَعٍ حيثُ يُخْصَفُ الوَرَقُ (٩٦)

وقال عمرُو بنُ الشَّرِيدِ: أرْدَفَنى رسولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: "أَمَعَكَ مِنْ شِعْرِ أُمَيَّةَ؟ ". قلتُ: نعم. فأنشَدْتُه بيتًا، فقالَ: "هِيهِ". فأنشَدْتُه بيتًا، فقالَ: "هِيهِ". حتى أنشدتُه مِائَةَ قَافيةٍ (٩٧). وقال النَّبِىُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يومَ حُنَيْنٍ:

أَنَا النَّبِىُّ لَا كَذِبْ

أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ (٩٨)

وقد اخْتُلِفَ فى هذا، فقيل: ليس بشِعرٍ، وإنُّما هو كَلامٌ مَوزُونٌ. وقيلَ: بل هو شِعرٌ، ولكنَّه بَيْتٌ واحدٌ قَصيرٌ، فهو كالنَّثْرِ. ويُرْوَى (٩٩) أَنَّ أبا الدَّرْداءِ قِيلَ له: ما مِن أهلِ بيتٍ فى الأنْصارِ، إِلَّا وقد قالَ الشِّعْرَ. قالَ: وأنا قد قُلْتُ:

(٩٤) أخرجه أبو داود، فى: باب ما جاء فى الشعر، من كتاب الأدب. سنن أبى داود ٢/ ٥٩٩. والترمذى، فى: باب ما جاء فى إنشاد الشعر، من أبواب الأدب. عارضة الأحوذى ١٠/ ٢٨٩.
(٩٥) أخرجه البيهقى، فى: باب من شبب فلم يسم أحدا. . .، من كتاب الشهادات. السنن الكبرى، ١/ ٢٤٣. وعجز البيت:
* مُتَيَّمٌ إثْرَها لم يُفْدَ مَكْبولُ *
وانظر: ديوانه ٦ - ٢٥.
(٩٦) عزاه الهيثمى إلى الطبرانى. مجمع الزوائد ٨/ ٢١٧، ٢١٨.
(٩٧) أخرجه مسلم، فى: كتاب الشعر. صحيح مسلم ٤/ ١٧٦٧. وابن ماجه، فى: باب الشعر، من كتاب الأدب. سنن ابن ماجه ٢/ ١٢٣٦. والإمام أحمد، فى: المسند ٤/ ٣٨٨ - ٣٩٠.
(٩٨) أخرجه البخارى، فى: باب من قاد دابة غيره فى الحرب، وباب بغلة النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- البيضاء، وباب من صف أصحابه عند الهزيمة. . .، من كتاب الجهاد، فى: باب قول اللَّه تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ. . .} , من كتاب المغازى. صحيح البخارى ٤/ ٣٧، ٣٩، ٨١، ٥/ ١٩٤، ١٩٥. ومسلم، فى: باب غزوة حنين، من كتاب الجهاد. صحيح مسلم ٣/ ١٤٠٠، ١٤٠١. والترمذى، فى: باب ما جاء فى الثبات عند القتال، من أبواب الجهاد. عارضة الأحوذى ٧/ ١٨٤. والإمام أحمد، فى: المسند ٤/ ٢٨١، ٣٠٤.
(٩٩) فى ب: "قيل ويروى".