Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
أى: مغض، وقالوا أيضا: ألقحت الريح السحاب، فهو لاقح. فهذا على حذف همزة أفعل، وإنما قياسه ملقح، فعلى ذلك خرج «الرشّاد»، أى: رشد بمعنى أرشد تقديرا لا استعمالا، كما قال الآخر:
إذا ما استحمّت أرضه من سمائه … جرى وهو مودوع وواعد مصدق (١)
وكان قياسه أن يكون مودع لأنه من أودعته، فودع يدع، وهو وادع، ولا يقال: ودعته فى هذا المعنى فيقال مودوع، كوضعته فهو موضوع.
فإن قيل: فإن المعنى إنما هو على أرشد، فكيف أجزت أن يكون إنما مجيئه من رشد أو رشد فى معنى رشد، وأنه ليس من لفظ أرشد؟.
قيل: المعنى راجع فيما بعد إلى أنه مرشد؛ وذلك لأنه إذا رشد أرشد؛ لأن الإرشاد من الرشد.
فكأنه من باب الاكتفاء بذكر السبب من المسبب. وعليه قالوا فى قول الله سبحانه: {وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ} (٢): إنها من لقحت هى، فإذا لقحت ألقحت غيرها، فهو كقولك: إنها زاكية، فإذا زكت فى نفسها أزكت غيرها، فهذا المذهب ليس هو الأول الذى على تقدير حذف الزيادة من ألقح، ولكل طريق.
ومن ذلك قراءة ابن عباس والضحاك وأبى صالح والكلبى: «يوم التنادّ»، بتشديد الدال (٣).
قال أبو الفتح: هو تفاعل، مصدر تنادّ القوم، أى: تفرّقوا، من قولهم: ندّ يندّ، كنفر ينفر. وتنادّوا كتنافروا، والتّنادّ كالتنافر، وأصله التّنادد، فأسكنت الدال الأولى وأدغمت فى الثانية استثقالا لاجتماع المثلين متحركين.
(١) انظر: (الأصمعيات ١٢، الخصائص ٢١٨/ ٢، لسان العرب «ودع») والبيت لخفاف بن ندبة.
(٢) سورة الحجر الآية (٢٢).
(٣) وقراءة الزعفرانى، وعكرمة، وابن مقسم. انظر: (مختصر شواذ القراءات ١٣٣، الطبرى ٤٠/ ٢٤، الفراء ٨/ ٢، الكشاف ٤٢٦/ ٣، القرطبى ٣١١/ ١٥، التبيان ٧٤/ ٩، البحر المحيط ٤٦٤/ ٧، النحاس ١٠/ ٣، العكبرى ١١٧/ ٢، مجمع البيان ٥٢٢/ ٨، الرازى ٦١/ ٢٧).