Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وقد روي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه خلاف ذلك كله وأن ذلك القول لم يكن من النبي - صلى الله عليه وسلم - لحال الصلاة، وإنما كان لحال أخرى
قال أبو الزبير (١) سألت جابراً أقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لولا شيء لأمرت رجلاً أن يصلي بالناس، ثم حرقت بيوتاً، على ما فيها).
قال جابر إنما قال ذلك من أجل رجل بلغه عنه شيء فقال: (لئن لم ينته لأحرقن بيته على مافيه). (٢) فهذا جابر يخبر أن ذلك القول من النبي - صلى الله عليه وسلم -، إنما كان للتخلف عما لا ينبغي التخلف عنه.
فليس في هذا ولا في شيء مما تقدمه الدليل على الصلاة الوسطى ما هي.
فلما انتفى بما ذكرنا أن يكون فيما روينا عن زيد بن ثابت في شيء من ذلك دليل، رجعنا إلى ما روي، عن ابن عمر، فإذا ليس فيه حكاية عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإنما هو من قوله لأنه قال هي الصلاة التي وجه فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الكعبة.
وقد روي عنه من غير هذا الوجه خلاف ذلك عن سالم عن أبيه قال: (الصلاة الوسطى صلاة العصر).
فلما تضاد ما روي في ذلك، عن ابن عمر دل هذا على أنه لم يكن عنده فيه شيء عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ورجعنا إلى ما روي عن غيره فإذا عن أبي رجاء (٣) قال: (صليت خلف ابن عباس رضي الله عنهما الغداة فقنت قبل الركوع، وقال هذه الصلاة الوسطى)
(١) أبو الزبير هو: محمد بن مسلم بن تدرس القرشي المكي، قال فيه ابن عدي: هو في نفسه ثقة، إلا أن يروي عنه بعض الضعفاء، وكانت
وفاته سنة (١٢٨ هـ) (سير أعلام النبلاء - ٥/ ٣٨٠)
(٢) لم أقف عليه إلا عند الإمام الطحاوي في هذا الموضع.
(٣) أبو رجاء هو: عمران بن ملحان التميمي البصري العطاردي، من كبار المخضرمين، أدرك الجاهلية، وأسلم بعد فتح مكة، ولم ير الرسول
- صلى الله عليه وسلم -، وكانت وفاته سنة (١٠٥ هـ) (سير أعلام النبلاء -٤/ ٢٥٣).