Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وخلقَ اللَّهُ تعالى موضعَ البيت قبل سائرِ الأرض بألفَي عامٍ، فكانت زبدةً بيضاء على وجه الماء، فدُحِيت الأرضُ مِن تحتِها (١).
فلمَّا أهبطَ اللَّهُ تعالى آدمَ إلى الأرض؛ كان رأسه تمسُّ السماء حتى صلع، وأورثَ أولادَه الصَّلعَ، فنَفرَتْ مِن طولِه دوابُّ الأرضِ، فصارت وحشًا (٢) من يومئذٍ، وكان يسمعُ كلامَ أهلِ السَّماء ودعاءَهم وتسبيحَهُم، فيَأنسُ إليهم، فهابتهُ الملائكةُ، فنَقصَهُ اللَّهُ تعالى إلى ستِّين ذراعًا، فلمَّا فقدَ آدمُ أصوات الملائكة استوحشَ، وشكى إلى اللَّه تعالى ذلك، فأنزلَ اللَّهُ تعالى ياقوتةً مِن يواقيت الجنَّة، لها بابان مِن زُمُرُّدٍ أخضرَ؛ بابٌ شرقيٌّ وبابٌ غربيٌّ، وفيه قناديلُ من الجنَّة، فوضعَه على موضعِ البيت الآن، ثمَّ قال: يا آدم؛ إنِّي أهبطتُ لك بيتًا تطوفُ به كما يُطافُ حول عرشي، وتُصلِّي عندَه كما يُصَلَّى عند عرشي، فأنزلَ عليه الحَجرَ ليمسحَ به دموعَه، وكان أبيض، فلمَّا لمسته الحُيَّضُ في الجاهليةِ اسودَّ (٣).
وتوجَّه آدمُ مِن أرض الهند إلى مكَّة ماشيًا، وسلَّط اللَّه تعالى له ملَكًا يَدُلُّه على البيت.
= عطاء. وأورده ابن كثير في "تفسيره"، وقال: هذا صحيح إلى عطاء ولكن في بعضه نكارة. واللَّه أعلم. وقال قبل ذلك في هذا المعنى: وغالب من يذكر هذا إنما يأخذه من كتب أهل الكتاب، وهي مما لا يصدق ولا يكذب، ولا يعتمد عليها بمجردها، وأما إذا صح حديثٌ في ذلك فعلى الرأس والعين. اهـ.
(١) أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (٩٠٩٧)، والطبري في "تفسيره" (٢/ ٥٥٢ - ٥٥٣) من قول مجاهد.
(٢) في (ر) و (ف): "وحشيًا".
(٣) انظر "تفسير الثعلبي" (١/ ٢٧٣)، وروى الطبري في "تفسيره" (٢/ ٥٥١ - ٥٥٢) نحوه، بعضه عن عطاء وبعضه عن قتادة.