Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
يقول: لا أحدَ أظلمُ منكم؛ إذ كتمتُم مِن اللَّه شهادةً عندكم، وأنتم شهداءُ بأنَّ هؤلاء الأنبياء لم يكونوا يهودًا ولا نصارى، وأنَّ محمَّدًا نبيٌّ، وهو على دينِهم، قد علمتُم هذا، ووجدتموهُ في كتابكم، فعلى هذا القول قولُه: {مَنَ اللَّهِ} يتعلَّقُ بالكتمان، يقال: كتمتُك الشهادةَ، وكتمتُ منك الشَّهادةَ؛ أي: لم أقمْها عندكَ، فكأنَّه قال: ومَن أظلمُ ممَّن عندهُ شهادةٌ، فلم يقمْها عند اللَّه جلَّ جلالُه وبينَ عباده، بل كتمَها وأخفاها، فظلمَ بذلك نفسَهُ.
وقيل: معناه: ومَن أظلمُ ممَّن كتمَ شهادةً جاءتهُ من اللَّه، فحرَّفها وأخفاها، و {مِنَ اللَّهِ} على هذا يتعلَّق بالشَّهادة؛ أي: الشهادة من اللَّه.
وقال الحسن: هذا قولُ المؤمنين لأهلِ الكتاب: ومَن أظلمُ منَّا؛ أي (١): إن تابعناكُم على ما تقولون بعد أن حصلَت عندنا شهادةٌ مِن اللَّه عليكم بالكذبِ في قولكم: إنَّ هؤلاء الأنبياء كانوا هودًا أو نصارى (٢).
وقوله تعالى: {وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} مِن كتمانِ الشَّهادةِ بصدق محمَّدٍ -صلى اللَّه عليه وسلم-، والبشارةِ به.
وقال الإمام أبو منصور رحمه اللَّه: هذا على الوعيد؛ أي: لا تحسبوا أنَّه غافلٌ عمَّا تعملون.
ويجوز أن يكون معناه: لم يُنْسِئهم على غفلةٍ ممَّا يعملون، بل على علمٍ بما يعملون، خلقهم ليُعلَمَ أنَّه ليس له في شيءٍ مِن عملِ الخلْق حاجةٌ ليخلقهم على رجاء النَّفع له، بل خلقَهم وهو يعلمُ أنَّهم يعصونه (٣).
(١) لفظ: "أي" من (ف).
(٢) أخرجه بنحوه الطبري في "تفسيره" (٢/ ٦١١)، وابن أبي حاتم (١/ ٢٤٦) (١٣٢٠).
(٣) انظر: "تأويلات أهل السنة" للماتريدي (١/ ٥٨١).