Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وإذا وصفنا اللَّهَ تعالى بما هو حقيقةٌ بلا ذِكْر الخَلق مع ذلك، نَصِفُه بالذي نَصِفُه به في الأزل؛ لتعاليه عن التغيُّر والزَّوال، وعن الانتقال مِن حالٍ إلى حال، ولا قوَّةَ إلَّا باللَّه (١).
وقيل: معناه ليعلم رسولي والمؤمنون، والعربُ تضيفُ فعلَ الأتباعِ إلى المتبوع، وهو كقولِهم: رجمَ رسولُ اللَّه عليه الصَّلاة والسَّلام ماعزًا، وقتل أبو بكرٍ الصِّديقُ أهل الرِّدَّة، وفتحَ عمرُ السواد (٢)،
وحُكِي عن بعض العرب: إنِّي أجوعُ في غير بطني، وأعرى في غيرِ ظهري؛ يعني: جوعَ عيالِه (٣) وعُريَهم.
وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما: {لِنَعْلَمَ}؛ أي: لنرى (٤).
وقال الفرَّاء: الحقيقةُ في العلم راجعة إلى المخاطَبين، وهذا كعاقلٍ وجاهلٍ يجتمعان، فيقول الجاهلُ: الحطبُ يُحرِقُ النَّارَ، ويقولُ العاقلُ: بل النَّارُ تحرقُ الحطبَ، وسنَجمعُ بينهما؛ لنعلم أيُّهما يُحرِقُ صاحبَه (٥)، فمعناه: لتَعلمَ أنت أيُّها الجاهلُ، فكذا هذا (٦)، معناه: لتعلموا أنتم.
(١) انظر: "تأويلات أهل السنة" للماتريدي (١/ ٥٨٦ - ٥٨٧).
(٢) في (ف): "سواد العراق".
(٣) في (ر) و (ف): "عيالي". وانظر: "تفسير الطبري" (٢/ ٦٤٢).
(٤) رواه الطبري في "تفسيره" (١/ ٦٤٣)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (١/ ٢٥٠) (١٣٤١)، ولفظه: لنميز أهل اليقين من أهل الشك والريبة.
(٥) انظر "معاني القرآن" للفراء (٢/ ٣٦٠) عند تفسير قوله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ} محمد: ٣١.
(٦) في (أ): "هنا".