Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} لما كان منكم في حال الكفر، يدل عليه آخرُ الآية: {إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} يتجاوز عمَّن تابَ.
أو قومٍ علموا أن لا اختلافَ في الدِّين، وظنوا أنَّ نسخَ الأحكامِ يُوجِبُ اختلافًا في الدِّين، فبيَّن أنَّ الإيمانَ لا يقعُ على اعتقاد الصَّلاة إلى جهةٍ دون جهة، بل يقعُ على الائتمار، فالإيمانُ مِن الصَّحابة الذين ماتوا كان على اعتقادِ الائتمار، ومِن هؤلاء كذلك، فلا تفرُّقَ ولا اختلاف (١).
ويحتمل أن يكون معناه: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} بالصَّلاة إلى بيت المقدس، فإنَّه كان بالأمر.
وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} الرؤوف على وزن الفعول (٢)، والرَّؤف على وزن الفَعُل (٣)، والرَّحيمُ على وزن الفعيل، هو المبالغُ في الرَّحمة والرَّأفة.
والرَّأفةُ المصدر، والرآفة بالمدِّ كذلك، والرَّحيمُ قد فسَّرناهُ في التَّسمية، فالرَّحيمُ أعمُّ، والرؤوف أبلغُ، ولذلك جمع بينهما لإثباتِ المعنيين جميعًا، وبدأ بالأبلَغِ، وختمَ بالأعمِّ.
ومعناه هاهنا أنَّه برأفتِه ورحمته نقلَهم عن ذلك إلى هذا، وهو أصلحُ لهم، ولم يضيِّع (٤) عملَهم، ولم يُوجِب إعادتَهُ عليهم بعد النَّسخ.
(١) انظر: "تأويلات أهل السنة" للماتريدي (١/ ٥٨٧ - ٥٨٨).
(٢) في (ف): "فعل".
(٣) وهما قراءتان متواترتان؛ قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وحفص: "لرؤوف"، وقرأ الباقون: "لرَؤُف". انظر: "السبعة" (ص: ١٧١)، و"التيسير" (ص: ٧٧).
(٤) في (أ): "يضع".