Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
تكون كالبهائمِ في أنَّها (١) لا تفهمُ الكلامَ، فإذا كان لا يُشكِلُ عليهم أنَّ مَن دعا البهائمَ كان جاهلًا، فمن دعا الحجارةَ كان بصفة الجهلِ والذَّمِّ أولى.
وقيل: أي: مثلُ الكفَّارِ في دعائِهم آلهتَهم كمثلِ النَّاعقِ في دعائِه الصَّدى في الجبل؛ لأنَّه (٢) لا يسمعُ منه إلَّا دعاءً ونداءً، فإنَّه إذا قال: يا زيد، سمعَ مِن الصَّدى: يا زيد، وليس في وراء القول شيءٌ، إلَّا أنَّه يُخَيَّلُ إليه أنَّ مجيبًا يُجيبهُ، وليس فيه فائدةٌ، فكذلك يُخيَّلُ إلى هؤلاء المشركين أنَّ دعاءَهم للأصنام يُستجابُ، وليس لذلك حقيقةٌ، ولا فيه فائدةٌ.
وفي كلِّ واحدٍ مِن هذه الوجوه حذفٌ واختصارٌ، وظاهرُه مقابلةُ الكفَّار وهم المنعوق بهم، بالنَّاعق، ولم يقابل (٣) النَّاعقَ بالنَّاعق (٤)، ولا المنعوقَ به بالمنعوق به، وإنَّما فعلَ كذلك؛ لدلالة تضمينِ الكلامِ على كلِّ المراد بالتَّمام، فإنَّه تشبيهُ اثنين باثنين؛ تشبيه (٥) الدَّاعي إلى الإسلامِ للمدعوِّ من الكفَّار، بالدَّاعي إلى المراد للمدعوِّ مِن الأنعام، فلمَّا أُريدَ الاختصارُ أبقى مِن الكلام ما دلَّ على المحذوف، فأبقى في الأوَّل ذِكْرَ المدعوِّ، وفي الثاني ذِكْرَ الدَّاعي، ولو رُتِّبَ (٦) الكلامُ على ذكرِ الكُلِّ لطال الكلام.
وقال الفرَّاء وأبو عبيدة: هذا من باب القَلْب، وهو كقولهم: أدخلتُ الخفَّ
(١) في (ر) و (ف): "فإنها".
(٢) في (ر) و (ف): "أنه".
(٣) في (ر) و (ف): "يقل".
(٤) في (ر): "بالمنعوق".
(٥) في (أ): "فتشبيه"، وفي (ر): "يشبه".
(٦) في (ر): "ورد" وفي (ف): "وزنت".