Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وقوله تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} ولمَّا خرجَ النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- مِن المدينة يريدُ مكَّة، وكان بالحديبيةِ، وصدَّهُ المشركون عن ذلك، ثمَّ وقعَ الصُّلحُ على أن يرجعَ رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مع أصحابِه، ثمَّ يجيءَ في العام المقبل (١)، فيُخلوا له مكَّةَ ثلاثةَ أيَّامٍ، فيطوفَ بالبيتِ، وينحرَ الهديَ، ويفعلَ ما يَشاءُ، رَجعوا، ثمَّ خرجوا في العام القابلِ للعمرة، وخافوا ألَّا يفيَ لهم قريشٌ بذلك، وأن يَصدُّوهم عن المسجد الحرام، فنزلَ قولُه تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ} (٢).
قال الكلبيُّ: سبيلُ اللَّه تعالى هاهنا هو الحرم.
وقوله تعالى: {الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ}؛ أي: قريشًا إن صدُّوكم فقاتلوكم.
وقوله تعالى: {وَلَا تَعْتَدُوا}؛ أي: لا تجاوزوا حدَّ الشَّرع؛ أي: لا تَبدؤوهم بالقتال.
وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}؛ أي: البادئين بالقتالِ في هذا (٣) الحال.
قال الرَّبيعُ: هذه أوَّلُ آيةٍ نزلَتْ في القتال بالمدينة، وكان النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يُقاتِلُ مَن قاتلَهُ، ويَكفُّ عمَّن يكفُّ عنه، وبذلك أمرَهُ اللَّهُ تعالى، ثمَّ نُسِخَ هذا بقوله تعالى:
(١) في (أ): "القابل".
(٢) ذكره الواحدي في "أسباب النزول" (ص: ٤٩) من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما. قال الحافظ ابن حجر في "العجاب": الكلبي ضعيف لو انفرد فكيف لو خالف، وقد خالفه الربيع بن أنس، وهو أولى بالقبول منه، فقال: إن هذه أول الآية أول آية في الإذن للمسلمين في قتال المشركين". وسياق الآيات يشهد لصحة قوله. . . انتهى. وقول الربيع سيأتي قريبًا.
(٣) في (أ): "هذه".