Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
جزاءَ على العدوان إلَّا لمن كان مِن أهلِ الظُّلم والعدوان، وجزاءُ العُدوان ليس بعُدوانٍ على الحقيقة، لكنَّه جزاء الحق (١)، وجزاءُ الشَّيء يُسمَّى باسمِه كما مرَّ في ذكرِ الخداع والاستهزاء في أوَّل هذه السُّورة.
وقيل: معنى قوله: {فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ}: إلَّا على الذين ارتدُّوا فصاروا ظالمين، فيجازَون بذلك، فعلَّمَهم اللَّهُ ما يفعلون بالمشركين إن هُم صدُّوهم عن المسجد الحرام، فلم يصدُّوهُ، ووفَّوا له، فلم يتعرَّض لهم.
(١٩٤) - {الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}.
وكانوا شرطوا له -أي: المشركون (٢) - بعد قضاء العمرة الإقامةَ بمكَّة ثلاثًا، وكان النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- تزوَّج ميمونةَ بنت الحارث، فأحبَّ المُقام بمكَّة ليُولِم عليها، فطالبوهُ بالخروج عنها، والوفاءِ بما عاهد، ففعل، وأولمَ على ميمونة وبَنى بها بسَرِف (٣)، وكان دخولهُ مكَّة للعمرة في ذي القَعدة، وكانوا صدُّوهُ في العام الماضي عن المسجدِ الحرام في ذي القَعدة، وفي ذلك قوله تعالى: {الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ} أي: ذو القَعدة من هذه السَّنة قصاصٌ بذي القَعدة من العام الماضي.
وقوله تعالى: {وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ} أي: حرمةُ الحَرَم، وحُرمةُ الإحرامِ، وحرمة الشهر الحرام في السنة الأولى صارت مهتوكةً، بمنعهم عن إتمام عمرتهم، وصارت مؤداةً مراعاة في هذه السَّنة قصاصًا.
(١) في (أ): "لحق".
(٢) "أي المشركون" ليس في (أ).
(٣) انظر: "السيرة النبوية" لابن هشام (٢/ ٣٧٢).