Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وقال الشافعيُّ رحمَه اللَّه: لا يكونُ الإحصارُ إلا مِن عدوٍّ؛ فإنَّ إحصارَ النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابَهُ كان بالعدوّ (١)؛ ولأنَّه تعالى قال: {فَإِذَا أَمِنْتُمْ}، وذاك زوالُ خوفِ العدوِّ.
وقلنا: العبرةُ لعموم اللَّفظ لا لخصوص السَّبب، واللفظُ لما قلنا لعلَّة (٢)، والأمنُ يكون عن العللِ أيضًا، قال (٣) النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الزُّكامُ أمانٌ مِن الجُذام" (٤).
وقوله تعالى: {فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ}؛ أي: فعليكم ما تيسَّرَ مِن الهديِ، تبعثونَهُ، فيُذبَحُ في محلِّهِ، فتَتحلَّلون. و"ما" رفعٌ على هذا الوجهِ. وقيل: هو نصبٌ على الإغراء، ومعناه: المتيسِّر من الهدي (٥)، فابعثوهُ.
و {اسْتَيْسَرَ} بمعنى: تيسَّرَ، كقولك: تيقَّنَ واستيقنَ، وتعجَّلَ واستعجَل، وتكبَّرَ واستكبَر (٦). وهو شاةٌ؛ لأنَّ الهديَ مِن الثلاث، من الإبل والبقر والغنم، وأيسرُها الشَّاةُ.
وقوله تعالى: {وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ} أي: لا تتحلَّلوا بحلقِ الرَّأس إلى أن يَصِلَ هذا الهديُ المبعوثُ إلى محِلِّه؛ أي: موضعِه الذي يَحِلُّ ذبحُه فيه، وهو
= وعلقمة وابن المسيب وعروة بن الزبير ومجاهد والنخعي وعطاء ومقاتل بن حيان.
(١) في (ر): "من عدو".
(٢) في (أ): "لغة".
(٣) في (ر) و (ف): "وقال".
(٤) ذكره بهذا اللفظ السرخسي في "المبسوط" (٤/ ١٠٨)، والكاساني في "بدائع الصنائع" (٢/ ١٧٥)، وأخرج ابن عدي في "الكامل" (٩/ ١٠٢)، ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (٨٧٧٧)، وابن الجوزي في "الموضوعات" (٣/ ٢٠٤) من حديث أنس رضي اللَّه عنه مرفوعًا، ولفظه: ". . . ولا تكرهوا الزكام فإنه يقطع عروق الجذام". قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع.
(٥) من قوله: "أي فعليكم ما تيسر" إلى هنا من (أ).
(٦) في (ر): "وتكثر واستكثر" بدل: "وتكبر وأستكبر".