Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وقوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} انتظامُها بما قبلَها أنَّه ذكرَ فريقين يَشهدون الحجَّ؛ كفَّارٌ يَسألون الدُّنيا، ومؤمنون يَسألون الآخرة، ثمَّ ذكر فريقًا ثالثًا، وهم المنافقون الذين ظاهرُهم مع هؤلاء، وباطنُهم مع هؤلاء.
وقوله تعالى: {يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ}؛ أي: يَروقُكَ كلامُه وفصاحتُه.
وقال السُّدِّيُّ رحمه اللَّه: نزلَت في الأخنسِ بن شَرِيقٍ الثَّقفيِّ؛ أقبلَ (١) إلى النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فأظهرَ له الإسلامَ، وكان له منظرُ ولسانٌ، فأَعجَبَ النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- ذلك، وقال: جئتُ أريدُ الإسلامَ، واللَّهُ يَعلمُ إنِّي لصادقٌ (٢)، وذلك قولُه تعالى: {وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ} (٣)؛ أي: يَستشهِدُ باللَّه أنَّ ما يُضمِرُه موافقٌ لِما يُظهِرُه (٤)، فيقول: أشهدُ باللَّه إنِّي لمخلص.
وقوله تعالى: {وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ}؛ أي: شديدُ المخاصمة؛ يقال: لَدَّ يَلُدُّ لَدَدًا فهو ألدُّ، من باب عَلِم، واللُّدُّ جمع الألدِّ، قال تعالى: {قَوْمًا لُدًّا} مريم: ٩٧.
و {الْخِصَامِ} مصدرُ قولِك (٥): خاصمَهُ يُخاصِمُه مخاصمةً (٦) وخصامًا.
(١) في (ف): "جاء".
(٢) بعدها في (ر): "فأعجب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-".
(٣) رواه الطبري (٣/ ٥٧٢)، وابن أبي حاتم (٢/ ٣٦٤ - ٣٦٥) (١٩١٣)، (١٩١٧)، وانظر: "أسباب النزول" للواحدي (ص: ٥٨).
(٤) في (أ): "يظهره موافق لما يضمره" بدل: "يضمره موافق لما يظهره".
(٥) في (ر): "قوله".
(٦) في (ف): "يخاصم".