Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
(٢١٠) - {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ}.
وقوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ} أي: ما ينتظرون؟ {هَلْ} استفهامٌ بمعنى الجحد، وكذا كلُّ "هل" بعدَه "إلا"، ونظر بمعنى انتظر، كما في قوله تعالى: {انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ} الحديد: ١٣، وقوله تعالى: {إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً} يس: ٤٩؛ أي: ما ينتظرُ أهلُ مكَّة إذا (١) لم يدخلوا في السِّلمِ كافَّةً، ولم يُؤمِنوا بمحمَّدٍ خاتَم النبيِّين، وبكتابِه آخر الكتب، وقد وَضَحَت الآياتُ، وقامتِ البيِّناتُ، إلَّا ما لا يكون، وهو إتيانُ اللَّه تعالى؛ فإنَّه مستحيلٌ على ما يُعرَفُ مِن إتيان الأجسام.
وقوله تعالى: {إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ} (٢) أي: هم يتوقَّعون المحال، وهو كسلطانٍ يَدعو أحدًا برسولٍ يَبعثُه إليه، فلا يجيء، فيقول هو: ما يَنتظرُ إلَّا إتياني بنفسِي لدعوتِه! أي: هو يتوقَّعُ ما لا يكون (٣)، وقد قال اللَّهُ تعالى: {وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ} إلى أن قال تعالى: {أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا} الإسراء: ٩٢.
وقيل: معناه: ما يَنتظرون إلَّا أنْ يأتيَهُم اللَّهُ تعالى بظُلَل مِن الغَمام فيها العذاب، فيهلكَهُم بها، كما فعلَ بقومِ يونسَ، وقوم عادٍ، وقوم شعيبٍ، قال اللَّه تعالى: {فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ} الشعراء: ١٨٩؛ أي: قد قامت الحُجَجُ، فلم يَبق إلَّا نزولُ العذاب، و {فِي} بمعنى الباء، كما في قوله تعالى: {لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ} طه: ١٣١؛ أي: به، ولا يجوزُ حملُه على الإتيان الذي هو الانتقالُ المكانيُّ؛ لأنَّ اللَّهَ تعالى خالقُ كلِّ مكان، ومنزَّهٌ عن الانتقال مِن مكانٍ إلى مكان؛ لأنَّه كان ولا مكان، وهو اليومَ على
(١) في (ر): "إذ".
(٢) "وقوله تعالى: {إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ} " ليس في (أ).
(٣) في (أ): "يتوقع".