Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وعندنا الهدايةُ التي هي خَلْقُ الاهتداءِ خاصَّةٌ، والتي هي البيان (١) عامَّةٌ، وللآيةِ وجوهٌ أُخَرُ مروَّيةٌ عن السَّلف:
قال مجاهد: كان الناس أمَّةً واحدةً؛ يعني: آدمَ وحدَه، ثمَّ خلق حوَّاء، ونَشرَ منهما النَّاس (٢).
وقال محمَّدُ بنُ إسحاق رحمه اللَّه: كان أولادُ آدمَ لصُلبِه مجتمعينَ على الإسلام؛ فاختلفوا حين قتلَ قابيلُ هابيلَ، وما اختلفَ فيه إلا الذين أوتوا العلمَ، وهو قابيل؛ أمرَهُ أبوهُ أنْ يُنْكِحَ أختَه (٣) هابيل، فأبى ذلك.
وقال مقاتل: {كَانَ النَّاسُ} وهم أهلُ سفينةِ نوحٍ عليه السلام على ملَّةِ الإسلام، {فَبَعَثَ اللَّهُ} تعالى {النَّبِيِّينَ} إبراهيمَ وإسماعيلَ وإسحاقَ ولوطًا عليهم السَّلام، {مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ} صحفَ إبراهيم؛ {لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ} فدعا بها إبراهيمُ وإسحاقُ قومَهما، ودعا بها إسماعيلُ جُرهمًا، فىمنُوا به، ودعا بها يعقوبُ أهلَ مصر، ودعا بها لوط أهلَ سدوم وعامورا وصبوابرهم ودادوما (٤)، فلم يُسلِم منهم غيرُ ابنتَيه زعورا وريثا (٥)، {وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ} أي: في الدِّين إلَّا الذين أعطوا الكتابَ {مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ} أي: تَفرَّقوا حسدًا منهم، فهَدى اللَّهُ الذين آمنوا للتَّوحيد (٦).
(١) في (ر): "للبيان".
(٢) "تفسير مجاهد" (ص: ٢٣١)، وأخرجه عنه الطبري في "تفسيره" (٣/ ٦٢٢).
(٣) في (ر): "أخت".
(٤) في (ر) "وصنوائيم. . . "، وفي "تفسير مقاتل": "وصابورا ودمامورا".
(٥) في (ر): "وزيتا". واسمهما في "تفسير مقاتل" "ريتا وزعوتا".
(٦) "تفسير مقاتل" (١/ ١٨٢).