Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وقوله تعالى: {فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ}: أي: فلما ظهر له إحياء الميت عيانًا {قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} قرأ حمزة والكسائي: {اعْلَمُ} على الأمر؛ أي: قيل له: اعلَمْ، وقرأ الباقون: {أَعْلَمُ} على الإخبار (١)؛ أي: قال هو: أعلمُ أن اللَّه على كلِّ شيء قديرٌ من إحياء الموتى وغيرِه.
وفي القصة تنبيهٌ على أن الداعي إذا راعَى آداب الدعاء أُجيب سريعًا من غير مشقَّةٍ تَلْحَقُه، وإذا تَرك الأدب لحقَتْه المشقَّةُ وأبطأتِ الإجابةُ، فإن إبراهيم عليه السلام لمَّا قال: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى} وبدأ (٢) بالثناء ثم سأَل إحياء الموتى، أَراه اللَّه ذلك في غيره، فإنه أَراه في طيره، وعجَّل له ذلك على فَوْره، وعُزيرٌ قال: {أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا} فأُري ذلك في نفسه بعد مئة عام مضت على موته (٣).
(١) انظر: "السبعة في القراءات" لابن مجاهد (ص: ١٨٩)، و"التيسير" للداني (ص: ٨٢).
(٢) في (ر) و (ف): "بدأ".
(٣) كذا قال المؤلف ما قال في شأن الدعاء، وفيه نظر، فكم من دعاء قد استكمل الشروط وراعى الآداب ومع ذلك تأخرت عنه الإجابة، لأن ذلك راجع لحكمة اللَّه وعلمه بمصالح عباده، قال ابن الجوزي كما في "الفتح" (١١/ ١٤١): إن دعاء المؤمن لا يرد، غير أنه قد يكون الأولى له تأخير الإجابة، أو يعوض بما هو أولى له عاجلًا أو آجلًا.
والشارع نفسه قد بين في الحديث الصحيح أن الإجابة قد تكون في الدنيا، وقد يصرف بها عن الداعي من السوء مثلها، وقد تدخر ليوم القيامة، فقال: إما على الأرض مُسْلِمٌ يدعو اللَّه بدعوةٍ إلَّا آتاه اللَّهُ إيَّاها، أو صَرَفَ عنه مِن السُّوءِ مِثْلَها، ما لَمْ يَدْعُ بإثْمٍ أو قَطِيعةِ رَحِمٍ"، رواه الترمذي (٣٥٧٣) من حديث عبادة بن الصامت وصححه. وفي "مسند أحمد" (١١١٣٣) من حديث أبي سعيد الخدري رفعه: "ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه اللَّه بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، واما أن يصرف عنه من السوء مثلها" وإسناده جيد.