Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وقال الكلبيُّ: قالَ ابنُ عبَّاسٍ رضي اللَّه عنهما: قدمَ النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- المدينةَ وهو يصلِّي نحو بيتِ المقدس، فأَعجبَ اليهودَ ذلك وطمعِوا فيه، فلمَّا صُرِفَ إلى الكعبة -وذلك عند الظُّهر- قال كعب بن الأشرف ومالك بن الصَّيف وكعب بن أسيد: آمِنوا بالذي أنزل على محمَّدٍ وجه النَّهار واكفروا آخِرَه؛ أي: انظروا إلى القبلة التي صلَّى إليها (١) آخر النَّهار واكفروا (٢) بها؛ لعلهم يرجعون إلى القبلة، ويقولون: هم أهل الكتاب، وهم أعلم منا. فيرجعون إلى قبلتكم (٣).
وقال مقاتل: معناه: أظهِروا الإيمان في صدر النَّهار لِمَا سلفَ منكم من الإقرار لمحمَّدٍ، ثم ارجعوا في الآخر؛ لتُوْهِموهم أنه وقع الغلط عليكم في صفته. وفيه تشكيكُ ضعَفة المسلمين؛ فإنهم يقولون: هؤلاء أهل الكتاب، ولو أرادوا الكفر حسدًا مع تيقُّنهم بصدقه لم يؤمنوا، وحيث آمنوا دلَّ أنهم يلتمسون (٤) الحقَّ، ثم رجعوا لعلمهم أنه ليس هو كذلك (٥).
وقالوا: على هذا يكون المراد من {وَجْهَ النَّهَارِ} و {آخِرَهُ}: وقتَيْن مختلفَيْن، ولا يختصُّ ذلك بأوَّلِ النَّهار وآخرِه.
وقيل: معناه: نافِقوا أصحابَ محمَّدٍ، فآمِنوا وجه النَّهار إذا لقيتُموهم، واكفروا
(١) في (ف): "أول النهار واكفروا آخر النهار".
(٢) في (أ): "فاكفروا".
(٣) ذكره السمرقندي في "تفسيره" (١/ ٢٤٨) عن الكلبي، وروى نحوه الطبري في "تفسيره" (٤٩٧) من طريق عطية العوفي عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما، دون ذكر أسماء اليهود، وإسناده ضعيف جدًا. وذكر نحوه الثعلبي في "تفسيره" (٣/ ٩١) عن مجاهد ومقاتل والكلبي.
(٤) في (أ): "ملتمسون".
(٥) في (أ) و (ف): "ذلك". وانظر: "تفسير أبي الليث" (١/ ٢٤٨)، و"تفسير الثعلبي" (٣/ ٩١)، و"تفسير البغوي" (٢/ ٥٤).