Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وحُكي أنَّ الربيع بن خثيم ضربه الفالج، فكان السَّائل يقوم على بابه يسأل (١)، فيقول الرَّبيع لجاريته: أطعميه السكر فإن الربيع يحب السكر، يتأوَّل قوله تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} (٢).
وطال به وجعُه، فاشتهى لحم دجاجٍ، فكفَّ نفسه أربعين يومًا فأبت (٣)، فقال لامرأته (٤): لقد اشتهيتُ لحم دجاج منذ أربعين يومًا، فكففْتُ نفسي رجاء أن تكفَّ فأبتْ، فقالت له امرأته: سبحان اللَّه! وأيُّ شيءٍ هذا، تكفَّ نفسك عنه وقد أحلَّه اللَّه تعالى لك؟! فأرسلت امرأتُه (٥) إلى السوق فاشترَتْ له دجاجةً بدرهمٍ ودانقين، فذبحتْها وشوتها، وخبزت له خبزًا، وجعلَتْ له أصباغًا، ثم جاءت بالخوان فوضعته بين يديه، فقام سائل على الباب، فقال: تصدَّقوا عليَّ بارك اللَّه فيكم، فكفُّ عن الأكل، وقال لامرأته: خذي هذا وادفعيه إليه، فقالت له امرأتُه: سبحان اللَّه! قال:
= لقرشية شريفة مؤمنة تقية أن تقص شعرها وتعطيه لرجل غريب، ثم ما فائدة ذاك الشعر للرجل، وأي منفعة سيجنيها من شعر امرأة غريبة عنه لا يحل له أن ينظر إليه أصلًا كما لا يحل لها أن تكشفه؟ ثم إن الأحمق الذي وضع مثل هذه القصة قد أراد المدح فذم، ليس فقط في أمر الشعر بل في المبالغة في قيمة ذاك المصحف، فكيف يحل لإنسان مهما كان مكانه أن ينفق أربعين مرة خراج مصر من أجل مصحف؟ وكم سيكون حجم هذا المصحف الذي أنفق فيه هذا المبلغ من المال؟ وحاشا للَّه أن يقبل من عبد مصحفًا قد صرفت فيه أموال الناس ومنعوا منها، سبحانك هذا بهتان عظيم!
(١) في (أ): "على الباب فيسأل"، وفي (ف) "على بابه فيسأل".
(٢) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٤٨٦٣)، وهناد في "الزهد" (٦٣٨)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (٢/ ١١٥).
(٣) "فأبت": من (ف).
(٤) في (ف): "لزوجته".
(٥) في (أ): "امرأة".