Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
و {طَائِفَتَانِ}؛ أي: جماعتان، وهما هنا بنو سَلِمةَ بن جُشَمَ، وهم من الخزرج، وبنو حارثة بن النَّبِيت، وهم من الأوس، وهما جميعًا من الأنصار.
قوله تعالى: {أَنْ تَفْشَلَا}؛ أي: تجْبُنا من حدِّ عَلِمَ. والفشلُ يقعُ من غير فعلِه فلا يُلام عليه، لكن معناه: أن تفعلا فعلَ مَن يَفشل (١)، وهو الانصراف وترك القتال.
وذلك أن عبد اللَّه بن أُبيٍّ ابنَ سلولَ انصرف عن النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- في ثلاث مئة نفرٍ من قومه، وبقي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في (٢) سبعِ مئة نفرٍ، والمشركون في ثلاثة آلاف رجلٍ، وكان انصرافه لنفاقه، وقيل: لغضبه؛ لأنَّه كان أشار على النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بالثُّبوت في المدينة والتَّحصُّن بها، وكان أكثرُ المؤمنين يحبُّون الخروجَ، فكره النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- خلافَهم والأخذَ بقول ابن أُبيٍّ، فغضب لذلك، وقال: أطاع الولدان وعصاني.
وهمَّتْ هاتان الطَّائفتان بالانصراف كما انصرف ابنُ أُبيٍّ، لا لغشٍّ أو نفاقٍ، بل خوفًا من كثرة المشركين، فتولَّاهم اللَّهُ بعصمته حتى لم يَفعلا (٣)، وحقَّق إيمانهما بقوله تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}.
وقال الواقديُّ: همَّتْ هاتان الطَّائفتان ألَّا يخرجوا مع النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- خوفًا، ثم وفَّقهم اللَّه تعالى فخرجوا (٤).
قوله تعالى: {وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا}: أي: محبُّهما وناصرهما ومتولِّيهما، والواو للحال، ومعناه: ما كان ينبغي لهما أن يفشلا واللَّه يتولَّى نصرَهما ومعونتَهما.
(١) في (أ) و (ف): "فشل".
(٢) في (ر): "ومعه".
(٣) في (ف): "يغفلا".
(٤) انظر: "المغازي" للواقدي (١/ ٣١٩).