Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وقال الإمامُ القشيريُّ رحمه اللَّه: أقوامٌ يكظمون الغيظَ (١) علمًا بأن ذلك بسبب جُرمهم، ويَشهدونهم بعين التَّسلُّط، وآخرون يكظمون الغيظ تحقُّقًا بأنَّ اللَّه يعلم ما يقاسون، فيَهون عليهم التَّحمُّل، وآخرون فنُوا عن أحكام البشريَّة، فوجدوا صافيَ الرَّاحات في الذُّلِّ؛ لأنَّ نفوسهم ساقطةٌ فانيةٌ، وآخرون ما شهدوا ذرةً من الأغيار من الأشياء (٢)، فعلموا أنَّ المقدِّر هو اللَّه، فزالت خصوماتهم ومنازعاتهم مع غير اللَّه، فانقادوا لحكمه، فأكرمهم ببرد الرِّضا (٣).
قوله تعالى: {وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ}: أي: المتجاوزِين عن الجانين. وقيل: المسقِطين عن الغرماء المعسرين. وقال أبو العالية: أي: عن المملوكِين (٤).
قوله تعالى: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}: أي: هؤلاء محسنون، واللَّه يحبُّ المحسنين.
وقال عليه الصَّلاة والسَّلام: "الإحسانُ أنْ تعبدَ اللَّه كأنَّكَ تراهُ، فإنْ لم تكنْ تراهُ فإنَّه يراكَ" (٥).
وقال الضحَّاكُ في قوله تعالى: {إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} يوسف: ٣٦ قال: كان يأسو (٦) جرحاهم، ويداوي مرضاهم، ويجهِّز موتاهم (٧).
(١) في "لطائف الإشارات": "أقوام يحملون على الخلق".
(٢) في "لطائف الإشارات": "من الأغيار في الإنشاء والإجراء".
(٣) انظر: "لطائف الإشارات" للقشيري (١/ ٢٧٨).
(٤) رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (٣/ ٧٦٣).
(٥) رواه البخاري (٥٠)، ومسلم (٩)، من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه. وقوله: "فإن لم تكن تراه فإنه يراك" من (ف).
(٦) أي: يداوي. ووقع في (ر) و (ف): "يواسوا".
(٧) رواه الطبري في "تفسيره" (١٣/ ١٥٦).