Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وكان ينادي: "يا آل سورة البقرة، يا آل سورة آل عمران، يا آل الحواميم (١)، يا آل طه"، ونحوَ ذلك، وكان كلُّ فريقٍ تعلَّموا سورًا، فكان (٢) يعرفهم بها، فلم يقف من المنهزمين إلا طلحةُ وتسعةٌ من الأنصار، فتقدَّموا وقاتلوا الكفار حتى استُشهِدَ هؤلاء التسعةُ وبقي طلحة، فقال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- لطلحةَ: "ما بقي من الأنصار في حقِّنا شيءٌ لم يفعلوه، بذلوا أنفسَهم وأموالهم لأجْلنا، وما بقي إلا أنتَ وأنا في نحرِ العدوِّ، فإمَّا أن تتقدَّمَ أو أتقدَّمَ"، فتقدَّم طلحة وقاتلهم فقُطعت إصبعُه فقال: آه، فقال عليه السلام: "لو قلتَ: اللَّه، لرفعَتْك الملائكة إلى السماء والناسُ ينظرون"، ثم قاتلهم حتى هزمهم، وجاء الناس واجتمعوا عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ثم جعلوا يتأسَّفون على القتلى وعلى الجرحى وعلى فوتِ الغنيمة، فإذا خالد بن الوليد قد صعد الثنية يقصدهم في خمس مئة فارسٍ (٣)، وذلك (٤) قوله تعالى:
{فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ}: أي: جازاكم غمَّ قصدِ خالدِ بن الوليد بسبب اغتمامِكم على ما كان من القتل والجرح وفوتِ الغنيمة، وكان ينبغي لكم ألا تغتموا لذلك (٥)، ولذلك قال: {لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ}؛ أي: مع سلامة نبيِّكم.
وقيل: بسبب غمِّكم النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بمخالفته.
والثواب: الجزاء كيفما كان، والإثابة والتثويب: إعطاء الجزاء؛ قال تعالى:
(١) في (ف): "يا آل سورة الحواميم"، وفي (أ): "يا آل حم".
(٢) في (ر) و (ف): "وكان".
(٣) لم أقف عليه.
(٤) في (ر): "فذلك".
(٥) في (أ) و (ف): "وما كان ينبغي لكم ذلك"، بدل: "وكان ينبغي لكم ألا تغتموا لذلك".