Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
أقفائها، لا عينَ فيها ولا أنفَ ولا فم، لا أن يجعلَ ذلك في الأقفية، بل يبعثَهم (١) عميًا وبكمًا، ليس لهم عينٌ وأنفٌ وفم.
وقيل: أي: نجعل وجوهَهم بعد الطَّمس كأقفيتهم منابتَ للشَّعر (٢)، كوجوهِ القردة.
وقوله تعالى: {أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ}؛ أي: نمسخهم بالكلية كما جعلنا أصحاب السبت قردةً.
قال الكلبيُّ: لمَّا نزلَت هذه الآيةُ قَدِم عبدُ اللَّه بن سلام مِن الشَّام، وبلغَه ذلك، فأتى النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فأسلمَ قبل أن يأتيَ أهلهُ، وقال: يا رسولَ اللَّه، ما كنتُ أرى أنْ أصلَ إليك حتَّى يتحوَّل وجهي في قفاي (٣). وذكرنا القصَّة بطولها في أوَّل سورة البقرة عند قوله تعالى: {قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ} البقرة: ١٣.
فإن (٤) قالوا: خوَّفهم اللَّهُ تعالى إنْ لم يبادِروا إلى الإسلامِ بالطَّمسِ والمسخ، ولم يسلموا، ولم يفعل!
قلنا: لأنَّه أسلمَ بعضُهم، وهو ابنُ سلام وأصحابُه، أو هو (٥) مطلقٌ، فيكونُ الوعيدُ باقيًا إلى قيام السَّاعة؛ لأنَّه قال: {وُجُوهًا} على التَّنكير، لا على التَّعريف والتَّعميم.
(١) في (ف): "نبعثهم".
(٢) في (ر) و (ف): "الشعر".
(٣) هذا القول ذكره الماتريدي في "تأويلات أهل السنة" (٣/ ٢٠١)، وأبو الليث في "تفسيره" (٢/ ٦٢)، والثعلبي في "تفسيره" (٣/ ٣٢٤)، دون نسبة.
(٤) في (ف): "فلما إن".
(٥) في (أ): "وهو".