Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وقوله تعالى: {وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا} قرأ أهلُ المدينة (١) وعاصمٌ وأبو عمرٍو بتاء المخاطبة (٢)؛ كما في قوله تعالى: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ} النساء: ٧٨، وقرأ أهلُ الكوفة بياء المغايبة (٣)، كما في أول هذه الآية.
والفتيلُ قد فسَّرناه في هذه السورة بتفسيرين، يقول: مَن اتَّقى اللَّه (٤) لم يُظلَم شيئًا، وإن قلَّ عمله، بل يُضاعَفُ ثوابُه، فأنتم إذا اتَّقيتم اللَّه، وجاهدتُم عدوَّه بأمرِه، لم يَبطُلْ سعيُكم.
وقوله: {كَخَشْيَةِ اللَّهِ}؛ أي: كخشيتهم للَّه، كقوله: {كَحُبِّ اللَّهِ} البقرة: ١٦٥؛ أي: كحبِّهم للَّه.
وقال الكلبيُّ: نزلت هذه الآيةُ في عبد الرحمن بنِ عَوْف، والمقدادِ بن الأسود، وقدامةَ بنِ مظعون، وسعدِ بن أبي وقَّاص، كانوا مع النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قبل أنْ يُهاجروا إلى المدينة يَلقون مِن المشركين الأذى، فيَشتَكون إلى رسولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ذلك، ويقولون: ائذن لنا في قتالِهم؛ فإنَّهم آذونا، فقال لهم رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "كفُّوا أيديكم؛ فإنِّي لم أؤمر بقتالهم"، فلمَّا أُمِروا أنْ يسيروا إلى بدرٍ؛ كره ذلك طلحة بن عبيد اللَّه وجماعةٌ وقالوا: ربَّنا لم كتبتَ علينا القتالَ، فأنزلَ اللَّهُ تعالى هذه الآيةَ (٥).
(١) منهم نافع المدني.
(٢) وهي قراءة ابن عامر أيضًا.
(٣) هي قراءة حمزة والكسائي من أهل الكوفة، وقرأ بها أيضًا ابن كثير المكي. انظر: "السبعة" (ص: ٢٣٥)، و"التيسير" (ص: ٩٦).
(٤) لفظ الجلالة "اللَّه" من (١).
(٥) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٣/ ٣٤٥).