Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وقوله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا}؛ أي: قاصدًا قتلَه لإيمانه وهو كفرٌ، وقيل: أي: قتلَهُ مستحلًّا لقتلِه، وهو كفرٌ أيضًا.
وقال ابنُ عبَّاسٍ رضي اللَّه عنهما: وقوله: {فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا} هو جزاؤُه لو جازاه، لكنَّه يتفضَّل ولا يُخلِّده فيها لإيمانه (١).
وقيل: التَّخليدُ ليس هو التَّأبيد، بل هو تطويلُ إبقائه فيها؛ فإنَّه لم يقل: فيها أبدًا، وفي كلِّ موضعٍ ذُكر الخلودُ مع الأبد، فهو للتَّأبيد.
وقيل: نزلت الآية في مَن قتلَ وارتدَّ مع ذلك.
قال أبو روق: نزلت الآيةُ في مِقْيَس بن صُبابة (٢)؛ وذلك أنَّ (٣) أخًا له يقال له: هشام، أسلمَ، وهاجرَ إلى المدينة، فقتلَهُ بنو النَّجَّار خطأً، فجاء مِقْيَس وطلبَ ديَته، وتكلَّم بالإسلام، فبعث النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- رجلًا من فهرٍ إلى بني النجَّار، يأمرُهم أن (٤) يؤدُّوا دِية القتيل إلى أخيه، أو قاتلَه، فقالوا: سمعًا وطاعةً للَّه ورسولِه، ما نَعلمُ له قاتلًا، لكنَّا نؤدِّي دِيتَه، فدَفعوا إلى مِقْيَس مئةً مِن الإبل ديةَ أخيه، فانصرفَ مِقْيَسٌ والفِهْريُّ، حتَّى إذا قَرُبوا مِن المدينة أتاهُ الشَّيطانُ، فوسوسَ إليه (٥): أيَّ شيءٍ صنعتَ؟ تَقبلُ ديةَ أخيك، فتكون عليك مسبَّة؟! اقتل الفهريَّ نفسًا بنفسٍ، ولك الدِّيةُ، فرماهُ بصخرةٍ فقتلَه، وركبَ بعيرًا، واستاقَ الإبلَ، فارتدَّ راجعًا إلى مكَّة، وقال في ذلك أبياتًا:
(١) رواه بنحوه ابن المنذر كما في "الدر المنثور" (٤/ ٦٠٢)، وانظر: "تأويلات أهل السنة" للماتريدي (٣/ ٣٢٩).
(٢) في (أ): "ضبابة". وهما قولان، قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (١٠/ ٢٤٥ - ٢٤٦): بضم المهملة وموحدتين عند أكثر أهل اللغة، وقال ابن دريد: بالضاد المعجمة. اهـ.
(٣) في (ف): "وجد".
(٤) في (ف): "بأن".
(٥) في (ف): "له".