Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وقوله تعالى: {فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا}؛ أي: كَذِبًا محيِّرًا (١) مَنْ كَذبَ عليه، لغايةِ استحالته.
وقوله تعالى: {وَإِثْمًا مُبِينًا}؛ أي: وِزْرًا (٢) ظاهرًا؛ أي: يُظهِرُهُ اللَّهُ تعالى، فيُعرَفُ بالبُهتان في الدُّنيا، ويعاقَبُ بإثمه في العُقبى.
وقال الكلبيُّ: ولمَّا نزل: {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ} الآية النساء: ١٠٨ عَرَفَ قومُ طعمة أنَّه الظَّالم، فقالوا له: بؤ بالذَّنبِ، واتَّق (٣) اللَّه، فقال: لا واللَّه الذي يُحلَف به، ما سرقَها إلَّا اليهوديُّ، فأنزلَ اللَّه جلَّ جلالُه: {وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً} يمينًا كاذبةً، {أَوْ إِثْمًا} سرقة الدِّرعِ، ورميَ اليهوديِّ به (٤)، {فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} كذبًا على غيرِه بما لم يفعل، {أَوْ إِثْمًا} ذنبًا بيِّنًا بينه وبين ربِّه.
ثمَّ قوله: {وَإِثْمًا مُبِينًا} إنَّما قال: {بِهِ} ولم يقل: بهما، مع سبق ذِكْرِ اثنين؛ لأنَّه صرفَهُ إلى أحدِهما، وهو أقربُهما إليه، كما في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} التوبة: ٣٤، وهذا بخلاف قوله: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا} الجمعة: ١١، لم يَصرِفْهُ إلى أقربِهما؛ لأنَّ التجارةَ هي المقصودةُ، واللَّهوُ بسببها، فكان صرفُه (٥) إلى المقصودِ أولى، وفي الآيتين اللَّتين (٦) قبلَهما كلُّ واحدٍ منهما في المراد مثلُ الآخر، وأحدُهما أقربُ، فكان (٧) أولى.
(١) في (ف): "محرًّا".
(٢) في (ر): "وزورًا".
(٣) في (ر): "واستغفر".
(٤) انظر: "التفسير الوسيط" (٢/ ١١٤)، و"البسيط" للواحدي (٧/ ٨٢).
(٥) في (أ): "وكان الصرف" بدل من "فكان صرفه".
(٦) بعدها في (ف): "أي ما".
(٧) في (ف): "وإحداهما أقرب من الأخرى فكانت" بدل: "وأحدهما أقرب فكان".