Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وقوله تعالى: {رَسُولَ اللَّهِ} وهم لم يعتقدوهُ رسولَ اللَّه، وله وجهان:
أحدهما: أنَّهم قالوه استهزاءً به، كما قالوا لرسولنا: {يَاأَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ} الحجر: ٦.
والثاني: أنَّهم لم يقولوا: إنَّه رسولُ اللَّه، ولكنَّ اللَّهَ تعالى وصفَه به، وهو كقوله: {لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ} الآية (١)، هم لم يقولوا ذلك كلَّه، لكنَّ اللَّهَ تعالى وصفَ نفسَهُ بكمالِ القُدرةِ، ثمَّ إنَّهم لم يقتلوه، ولكن ادَّعوا ذلك كذبًا، فاستحقُّوا بذلك عقابَ قاتلِه.
وقوله تعالى: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ} قال الحسينُ بن الفضل رحمه اللَّه: ما ألقى اللَّه تعالى شبهَهُ على أحدٍ؛ لأنَّ أحدًا لم يستحقَّ ذلك، ولم يصلح لذلك، ولكن معنى: {شُبِّهَ لَهُمْ} أي: خُيِّلَ لهم، فوقعَ عندهم أنَّ ذلك شبيةٌ به، فقتلوه، أو رأوا (٢) مقتولًا، وكانوا قصَدوا قتلَ عيسى عليه السلام، فظنوا أنَّ المقتول عيسى (٣)، فادَّعوه.
وقد بيَّنَّا الأحاديثَ في ذلك، واختلافَ الطُّرق فيها في قوله تعالى: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ} آل عمران: ٥٤.
ونذكرُ خبرًا آخر فيه (٤) لم نذكرهُ ثَمَّ؛ قال عطاء: {وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ}؛ أي: ابنُ العجوز، وذلك أنَّ عيسى عليه السَّلام نزلَ على عجوزٍ، فاستضافَها، فقالت: إنَّ
(١) بعدها في (ر): " {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا} ".
(٢) في (أ): "رأوه".
(٣) في (ف): "هو".
(٤) في (ف): "ونحن نذكر خبرًا آخر" بدل: "ونذكر خبرا آخر فيه".