Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وقال عطية العوفي: جاء عبادةُ بنُ الصَّامت إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: يا رسولَ اللَّه (١)، إنَّ لي مواليَ مِن يهودَ كثيرٌ عددُهم، وإنِّي أبرأُ إلى اللَّه وإلى رسولِه من وَلايتِهم، فقال عبد اللَّه بنُ أبيٍّ: إنِّي رجلٌ أخافُ الدَّوائرَ، ولا أبرأُ مِن ولاية مواليَّ. وهم يهود بني قينقاع، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لعبدِ اللَّه بنِ أُبيّ: "ما بخِلتَ به مِن ولايةِ يهود على عبادةَ فهو لك"، فقال: قد قبِلتُ، فأنزل اللَّه فيهم: {لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ} إلى قوله: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} (٢)؛ أي: نفاقٌ {يُسَارِعُونَ فِيهِمْ}؛ أي: في ولايتهم، ونزلَ في عبادة: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا} المائدة: ٥٥.
وقال عكرمة: نزلَتْ في أبي لبابةَ بنِ عبد المنذر حين تَنصَّح إلى بني قريظةَ، فأشار إليهم أنَّهُ الذبح (٣).
(٥٢) - {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ}.
وقوله تعالى: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ}؛ أي: فتُبصِرُ يا محمَّدُ المنافقين الذين في قلوبهم شكٌّ في الدِّين، وغِلٌّ على المؤمنين، يُبادِرون في موالاةِ اليهودِ والنَّصارى والكافرين، ثمَّ يَحتجُّون بما لا حُجَّة فيه، وذلك قوله تعالى: {يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ} هي الدولةُ الدائرةُ من قومٍ إلى قوم؛ أي: يقولون: نخافُ أنْ يكون للدَّهر دائرةٌ على المؤمنين، فنضطرَّ إلى هؤلاءِ الكفَّار والالتجاءِ بهم،
(١) في (ف): "وقال" بدل من "فقال: يا رسول اللَّه".
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" (٨/ ٥٠٤).
(٣) رواه الطبري في "تفسيره" (٨/ ٥٠٦ - ٥٠٧).