Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
ثمَّ أدخل اللَّامَ في قولِه: {مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ}، ولم يُدخله في قوله: {مَكَّنَّاهُمْ}؛ لأنَّهما لغتان: مكَّنهُ ومكَّن (١) له، فجمعَ بينَهما في آيةٍ، كما جمع بين الإمهال والتمهيل -وهما لغتان- في آيةٍ، وهي قوله: {فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا} الطارق: ١٧، ونظيرُ التَّمكين التَّبوئة، ويُعدَّي ذلك باللَّام وغيرها (٢)، قال تعالى: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ} الحج: ٢٦، وقال: {تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ} آل عمران: ١٢١، فجمع بين اللُّغتين في آيتين.
وقال الإمامُ القشيريُّ رحمه اللَّه: يقول: إنَّ مَن تقدَّمهُم كانوا أشدَّ تمكُّنًا مِن إمهالِنا، وأكثرَ نصيبًا في الظَّاهر مِن نوالنا؛ سَهَّلنا لهم أسبابَ المعاش، ووسَّعنا عليهم أبوابَ الانتعاش، فحين وطَّنوا على كواذبِ المُنى قلوبهم، وأدركوا مِن أحوال الدُّنيا محبوبَهم ومطلوبَهم، فَتحنا عليهم مِن مكامنِ التَّقدير، وأبرزنا لهم مِنْ غوامضِ الأمورِ (٣) ما قَرعوا عليه سنَّ (٤) الندم، وذاقوا دونَه طعمَ الألم، ثمَّ أنشأنا مِن بعدِهم قرنًا آخرين، وأورثناهم مساكنَهم، وأسكنَّا هم أماكنَهم، فلمَّا انخرطوا في الغيِّ في سلكهم، ألحقناهم في الإهلاكِ بهم، سُنّةً منَّا في الانتقام أمضيناها (٥) على أعدائنا، وعادَّة (٦) في الإكرامِ أجريناها لأوليائنا (٧).
(١) في (ر): "وتمكن"، وفي (ف): "ونمكن".
(٢) بعدها في (ف): "كما".
(٣) في (ف): "العقول".
(٤) تحرفت في (ر) و (ف) إلى: "من"، ونص العبارة في مطبوع "لطائف الإشارات": "فزعوا عليه من الندم"!!
(٥) في (ف): "اقتضيناها".
(٦) بعدها في (ف): "منا".
(٧) انظر: "لطائف الإشارات" للقشيري (١/ ٤٦١ - ٤٦٢).