Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
لَكَاذِبُونَ} أنَّ المؤمنَ إذا قال: لا أُذنب ثمَّ أذنبَ، ظهر أنَّه كاذب في قوله الأوَّل، وقالوا في قوله: {يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ} الآية الممتحنة: ١٢: إنَّهنَّ إذا سرقنَ، أو زَنينَ، ظهرنَ أنَّهنَّ بايعن على الكذب، فلم يكن إيمانًا ولا بيعةً، وقالوا: لمَّا عَلِم اللَّهُ تعالى من هؤلاء {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ} سمَّاهم بذلك كاذبين للحال، ثبتَ ما قلنا، لكنَّا نقول: ليس كذلك، بل الكذِبُ: هو الإخبارُ عن الشَّيء على خلافِ ما هو به، وإذا كان اعتقادُ المخبر على ما يخبِرُ به، لم يكن على خلافه، فأمَّا الآيةُ فلها وجوهٌ:
أحدها: أنَّهم أضمروا بخلافِ ما أظهروا، وهو كقوله: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ} إلى قوله: {وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} المنافقون: ١.
والثاني: أنَّ معناه: {وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}؛ أي: ليَكذبون في العاقبةِ، ويُخالِفون ما قالوا، كما يُقول: إنَّه فاعل كذا غدًا.
والثالث: أنَّه سمَّاهم كاذِبين بكذبِهم القديم، كما سَمى أهلَ النَّارِ كفَّارًا بكفرِهم القديم (١).
وقال الإمامُ القشيريُّ رحمَه اللَّه: {بَلْ بَدَا لَهُمْ} غدًا تُهْتَك (٢) الأستارُ، وتَظهرُ الأسرار، فكم مِن متجلِّلٍ بثوبِ تقواهُ، حكمَ له معارِفُه أنَّه زاهد في دنياهُ، راغبٌ في عقباهُ، مُحِبٌّ لمولاه، مفارِقٌ لهواه؟ يُكشَفُ الأمرُ عن (٣) خلافِ ما توهَّموهُ، وافتُضِحَ عندهم بغير ما ظنُّوه، وكم مِن متهتِّكٍ، سُتِرَ بما أُظهِر عليه، ظنَّ الكُلُّ أنَّه خليعُ العِذار،
(١) انظر: "تأويلات أهل السنة" للماتريدي (٤/ ٦٤ - ٦٥).
(٢) في (ر): "تنهتك".
(٣) في (أ) و (ف): "على".