Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
قداهُ يَقدُوهُ؛ أي: تبِعَهُ، والقدوة بفتح القاف وضمِّها وكسرها: الأسوة، و {اقْتَدِهْ} أمرٌ، والهاءُ للاستراحة.
وقال الإمام القشيريُّ رحمه اللَّه: يعني أولئكَ الذين طهَّرَ اللَّهُ عن الجحدِ أسرارَهُم، ورفعَ على الكافَّةِ أقدارَهُم، فاقتفِ يا محمَّدُ هداهم المختار؛ فإنَّ مَن سلك الجدد (١) أمِن العِثار (٢).
وقال الإمام أبو منصور رحمه اللَّه: الهدى: اسم لما يُدانُ به، وليس باسم للأفعال، لا يقال لتارك الصلاة أو الصَّوم أو الزَّكاة: ضالٌّ، ودلَّ هذا على أنَّ الأنبياءَ كانوا على دينٍ واحدٍ، والدِّينُ لا يَحتمِلُ النَّسخَ والتَّغييرَ، قال تعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا} الشورى: ١٣، فأمَّا الشَّرائعُ فهي مختلفةٌ، تَحتَمِلُ النَّسخَ (٣).
وقيل: معناه أنَّ الأنبياءَ كانوا صابرين صالحين، خاشعين عابِدين، زاهدين (٤) محسنين، كما ذكروا في آياتٍ، فكن كذلك، كما قال: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ} النحل: ١٢٧، {وَاتَّقِ اللَّهَ} الأحزاب: ٣٧، {وَاعْبُدْ رَبَّكَ} الحجر: ٩٩، ونحوها.
وقيل: أراد به ما بعدَه؛ أي: لم يكونوا يسألون الأجرَ مِن الأُمَم على التَّبليغ، فكن كذلك، وذلك قولُه تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا} وكان الأنبياءُ كذلك، قال في قصَّة هودٍ: {يَاقَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي} الآية هود: ٥١، وقال في قصَّة صالحٍ: {لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي}
(١) في (ر): "الجداد"، وفي هامشها -وكأنها ملحقة بها-: "الأرض الصلب". وكذا فسرت في هامش (أ).
(٢) انظر: "لطائف الإشارات" (١/ ٤٨٨).
(٣) انظر: "تأويلات أهل السنة" للماتريدي (٤/ ١٥٨ - ١٥٩).
(٤) لفظ: "زاهدين" من (ر).