Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
زال ملكه، والاستواء: ظهور التمام، قال تعالى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى} القصص: ١٤ ومعناه -واللَّه أعلم- فيما أشار إليه الإمام أبو منصور رحمه اللَّه: أن خلق السماوات والأرض كان في ستة أيام، ثم في اليوم السابع خلق الممتحَنين؛ أي: الذين يتوجَّه عليهم خطابُ التكليف، ولهم فضيلةُ العقل والتمييز، وظهر لهم تمام ملك اللَّه وعظمته وجلاله، وقبلَ ذلك لم يكن مَن له معرفةُ ذلك، وهم المقصودون بالتخليق، وغيرُهم خُلق لهم وجُعل لهم بالتسخير، فكان بهم ظهَر تمامُ الملك، ومعرفةُ النعم، والوقوفُ على الحجج.
قال: ووجهٌ آخر ما قال بعض أهل التفسير: إن ستة أيام هي ستة أيام الآخرة كلُّ يومٍ ألفُ سنة، فجائز أن يكون تدبير هذا العالم إلى ستة أيام بمعنى ستةِ آلافِ سنة، ثم يكون يومُ السابع يومَ القيامة، وفيه ظهورُ تمام الملك، فيمِرُّ كلُّ ممتحَن فيه بأن الملك للَّه تعالى، قال اللَّه تعالى: {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} غافر: ١٦ وقال: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} وقال: {الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ} الحج: ٥٦ وقال: {وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا} إبراهيم: ٢١ وقال: {وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} الانفطار: ١٩ وقال: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ} غافر: ٧ وقال: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} الحاقة: ١٧ فيجوز أن تكون الآية إشارةً إلى ذلك (١).
وهذا ألطفُ ما قيل (٢) فيه، وقد بيَّنا له وجوهًا أُخَرَ في سورة البقرة في قوله: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ}، فأما حملُ الاستواء على التمكُّن والاستقرار، وتفسيرُ العرش بالسرير، وتجويزُ الانتقال على اللَّه على ما يقوله المشبِّهة، فهو باطلٌ؛ لقول اللَّه تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} الشورى: ١١، وظاهره متشابهٌ، وحملُ المتشابه على
(١) انظر: "تأويلات أهل السنة" (٤/ ٤٤٣).
(٢) "قيل" ليس في (أ).