Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
فلما رأى معاويةُ طولَ مقامهم وقد بعثهم قومهم يتغوَّثون من البلاء الذي أصابهم، شقَّ عليه ذلك، وقال: هلك أخوالي وأصهاري وهم ضيفي نازلون (١) عليَّ، واللَّهِ ما أدري كيف أصنعُ؟ وإني لأستحيي أن آمُرَهم بالخروج إلى ما بُعثوا له، وشكا إلى قَيْنتيه فقالتا له: قل شعرًا نغنِّيهِم به ولا يدرون مَن قاله، لعل ذلك أن يحرِّكهم، فقال معاوية بن بكر في ذلك أبياتًا غنَّتهم (٢) بها الجرادتان، فلما سمع القوم ما غنَّتا به قال بعضهم لبعض: إنما بعثكم قومكم يتغوَّثون بكم من هذا البلاء، وقد أبطأتم عليهم، فقال قَيلٌ سيدهم: الخمر عليه حرام حتى يذهب فيستَسقيَ لقومه (٣).
فقال مرثد بن سعد بن عُفير (٤): إنكم واللَّه لا تُسقون بدعائكم، ولكنكم إنْ أطعتُم نبيَّكم وأَنَبتم إليه سُقيتم، وأظهر إسلامه عند ذلك، فقال له جلهمةُ: إنك من قَبيلِ عادٍ، وأمُّك (٥) من ثمودَ، فكيف تأمرنا أن نترك دينًا هو دين آبائنا ودين آبائك؟! ثم قالوا لمعاوية بن بكر: احْبِسْ عنا مرثدَ بن سعد لا يَقْدَمن مكة معنا، فإنه قد اتَّبع دين هود، فخرجوا دونه.
(١) في (ر) و (ف): "نزلوا".
(٢) في (ر): "تغنيهم".
(٣) في (ر): "الخمر علي حرام حتى أذهب فأستقي لقومي".
(٤) في (أ): "عقير".
(٥) في (ف) و (أ): "وإنك"، والمثبت من (ر)، وهو الصواب، وقد جاء عند الطبري جواب جلهمة لمرثد شعرًا، وهو كما في "تفسير الطبري":
أبا سَعْدٍ فإنَّكَ مِن قَبِيلٍ... ذَوِي كَرَمٍ وأُمُّكَ من ثَمُودِ
فإنَّا لن نُطِيعَكَ ما بقِينا... وَلَسْنَا فَاعِلِينَ لِمَا تُرِيدُ
أَتَأْمُرنَا لِنَتْرُكَ دِينَ رِفْدٍ... ورَمْلٍ والصُّدَاءَ مع الصَّمودِ
وَنَتْرُكَ دِينَ آباءٍ كِرَامٍ... ذَوِي رأيٍ ونَتْبَعَ دِينَ هودِ