Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
الأيسر فخرَّت عَقيرةً، ووجَأ قُدار لَبَّتها (١) بالسيف فنحرها، فلما رأى الفصيل ما فُعل بأمه ولَّى هاربًا منهم حتى (٢) صعد جبلًا، ثم رغا رغاءً تقطَّعت منه قلوبُ القوم.
فلما سمع الناس بذلك تبادروا عليها فانتسَلوا (٣) لحمها، وصالحٌ نازحٌ عنها في دار قومه ولا عِلمَ له بها، حتى بلغه الخبر وقيل له: هل علمتَ أن ناقة ربِّك قد عُقرت وتقسَّمت وغلتْ بلحمها المراجلُ؟! فخرج نحوها سريعًا في عُصبة من قومه، فوجدها كذلك، فأَوْعدهم العذاب فشتموه.
وتفاقَم الشرُّ بينهم، ونَشبت العداوة، وقال لهم صالح: التمِسوا الفَصيل، فإنْ أنتم وجدتُموه وإلا فاعلموا أن العذاب نازلٌ بكم، فانطلَقوا يطلبون الفصيل في الجبل، فكلما أرادوا أن يصعدوا على الجبل ازداد الجبل طولًا في السماء فلم يقدروا عليه، فلما رأوا ذلك أيقنوا بالعذاب، وقال لهم صالح: {تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ} هود: ٦٥، وذلك عند مساء يوم الأربعاء، قال: وآيةُ ذلك أن تصبحوا غدًا ووجوهُكم مصفرَّةٌ، وبعد غدٍ محمرَّةٌ، واليومَ الثالث مسودَّةٌ، ثم ينزل بكم العذاب.
فلما قال لهم ذلك تآمروا في قتله، فانتَدب له أصحابُ الناقة التي عقروها وهم تسعةٌ، وتعاهدوا على بياته ليقتلوه وأهلَه، ثم انطلقوا يسيرون إليه في بعض الليل، فلما انتهَوا إلى داره لقيَتْهم الملائكة فدمغوهم فأصبحوا قتلى مصروعين، فلمَّا بلغ قومَهم قتلُهم ظنُّوا أن صالحًا هو الذي قتلهم، فخرجوا في جمعٍ عظيم يريدون صالحًا، فلما انتهَوا إليه لقيَهم قوم صالح فقالوا لهم: ماذا تريدون؟ قالوا:
= وأَوْفَقْتُه؛ أي: وضعت فُوقه في الوتر. انظر: "القاموس" (مادة: فوق).
(١) في (أ): "لبها".
(٢) في (ر): "ثم".
(٣) في (ف) و (أ): "فانتشلوا".