Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
إن مَن لاحظهم من أهل الغفلة بعين الاحتقار، فليس كما يذهب إليه الأوهام (١)، ولا كما يَعتقد فيهم الأنام، بل الجواهر مستورةٌ في معادنها، وقيمة المحالِّ بساكنها (٢)، قال قائلهم:
وما ضَرَّ نَصْلَ السيفِ إخلاقُ غِمْدِه... إذا كان عَضْبًا حيث وجَّهْتَه بَرَى
وقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "رُبَّ أشعثَ أَغْبرَ ذي طِمْرين لا يؤبَهُ له، لو أقسم على اللَّه لأبرَّه" (٣).
(٧٧) - {فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَاصَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ}.
وقوله تعالى: {فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ}: عقرُ الناقة (٤): هو قطعُ العرقوب، والمراد به القتل.
قال الإمام أبو منصور رحمه اللَّه: ذكر ها هنا {فَعَقَرُوا} على الجمع، وقال في آيةٍ: {فَتَعَاطَى فَعَقَرَ} القمر: ٢٩ على الواحد، وقال: {إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا} الشمس: ١٢ على الواحد، والتوفيق: أنه عَقَرها واحدٌ بعونِ الجمع فكأنهم عقروا، ولذلك أوجَبْنا القصاص على الجماعة إذا عاونوا واحدًا، وكذلك حدُّ قطَّاع الطريق إذا قَتلوا واحدًا أن يُقتلوا لذلك (٥).
(١) في (ف): "الأفهام".
(٢) في (ف): "تشاكلها".
(٣) انظر: "لطائف الإشارات" (١/ ٥٤٨). والحديث رواه الترمذي (٣٨٥٤) من حديث أنس رضي اللَّه عنه. وقال: حسن غريب.
(٤) "عقر الناقة" من (ف).
(٥) انظر: "تأويلات أهل السنة" (٤/ ٤٨٢ - ٤٨٣).