Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
(٧٩) - {فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَاقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ}.
وقوله تعالى: {فَتَوَلَّى عَنْهُمْ}: أي: أَعرَضَ عنهم وفارقهم لمَّا أُوحي إليه أنه يَنزل بهم العذابُ بعد ثلاثٍ.
{وَقَالَ} عند فراقهم {يَاقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ} ويَثقل النُّصح على مَن اتَّبع الهَوى واجتنَب الهُدى، قال قائلهم:
وكم سُقْتُ في آثارهم من نصيحةٍ... وقد يَستفيدُ البُغضةَ المتنصِحُ (١)
وقال الكلبيُّ رحمه اللَّه: فتولَى عنهم صالح؛ أي: خرج هو ومَن آمن معه من بينهم قبل نزول العذاب -وهم مئةٌ وعشرةٌ- وهو يبكي، فالتفت فأبصر الدخانَ ساطعًا، فعرف أن القوم قد هلكوا، وكانوا ألفًا وخمسَ مئة دارٍ، فلما هلكوا رجع صالح ومَن آمن معه فسكنوا الديار حتى توالَدوا وتناسلوا وماتوا فيها.
وقال مقاتل: كان مؤمنو قوم صالحٍ سبعين رجلًا، ومؤمنو قوم هودٍ كذلك، فتفرقوا بعد موت صالحٍ وهودٍ، فوقع مؤمنو قوم صالح بجابلقا ومؤمنو قوم هود بجابلسا فهم فيهما، إحداهما بالمشرق والأخرى بالمغرب، وأهل هاتين المدينتين أكثرُ من يأجوجَ ومأجوجَ، وإن يأجوج ومأجوج تسعةُ أضعافٍ، وأهلَ الدنيا تسعةُ أضعافِ يأجوج ومأجوج، ووراءهما تارس ومنسك، وهما من ولد يافث، وهما تسعة أضعاف جابلقا وجابلسا، وكلُّهم أهل النار إلا ما كان من بقية قوم صالحٍ وهودٍ في هاتين المدينتين، وعلى كلِّ جانب من هاتين المدينتين ألفُ بابٍ، من بابٍ إلى بابٍ فرسخٌ، يَحرس كلَّ ليلة على كلِّ باب سبعون ألفًا لا تصل النَّوبة إليهم، ولولا
(١) أنشده الأصمعي عن الرياشي. انظر: "العزلة" للخطابي (ص: ٣١).