Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وقوله تعالى: {قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (١٠٩) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ}: أي: قال الأشراف من قوم فرعون الذين كانوا حضورًا: إن موسى هذا لساحرٌ حاذقٌ في سحره، وإنما قصدُه إخراجُكم من أرضكم، وأنْ يَغلبكم على بلادكم بقومه من بني إسرائيل إذا نَفذت هذه الحيلة، فماذا تأمرون أيها الوزراء؟
وقال الإمام أبو منصور رحمه اللَّه: ويحتمِل أن يكون المراد به: ولو اتَّبعتم موسى وأَجَبْتُموه إلى ما يدعوكم إليه لأَخرجتُكم من أرضكم، فأضاف ذلك إلى موسى عليه السلام بطريق التسبيب (١).
قالوا: إن الملأ المذكور في أول الآية جماعةٌ دون الوزراء، وقوله: {فَمَاذَا تَأْمُرُونَ} خطابٌ منهم لأصحاب الآراء من المقرَّبين والوزراء، وذكر في سورة الشعراء: {قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (٣٤) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ} الشعراء: ٣٤ - ٣٥ فأخبر عن فرعون أنه قال ذلك للملأ، فقيل: إن من المحتمل أن يكون فرعون قال ذلك أولًا، ثم الملأُ قالوا له ذلك، فأخبر اللَّه تعالى عنهم جميعًا.
وقيل: قوله: {فَمَاذَا تَأْمُرُونَ} خطاب من الملأ لفرعون بصيغة الجمع تعظيمًا له، وكذا خطاب الملوك.
وقال الكلبي وأبو عبيدةَ والفراء: هذا الخطاب من فرعون للملأ، يقول: ماذا تشيرون عليَّ في أمره، وهذا على نظم سورة الشعراء ظاهر، وعلى نظم هذه السورة فيه إضمار: قال لهم فرعون (٢).
وقال أهل التحقيق: تحيَّر هذا الملعون عند غلبة سلطان المعجزة فنسي دعوى
(١) في (ر): "التسبب". وانظر: "تأويلات أهل السنة" (٤/ ٥٢٦).
(٢) انظر: "معاني القرآن" للفراء (١/ ٣٨٧).